فلسطين أون لاين

​من "علامات القبول" للحاج التزامه التقوى

...
غزة- مريم الشوبكي

من العجب أن تبدأ سورة الحج بقوله (سبحانه وتعالى): "يا أيها الناس اتقوا ربكم"؛ فقد ذُكرت التقوى مع أن للحج أركانًا أخرى، مثل: طواف الإفاضة والوقوف بعرفة.

هذه السورة العظيمة "الحج" تؤكد الغاية السامية من تأدية هذه الفريضة، قال (عز وجل): "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم"، مقتضيات هذه التقوى تدلنا على علاماتٍ لقبول الحج من حجيج بيت الله الحرام.

قال الداعية مصطفى أبو توهة: "إن من علامات قبول الحج من صاحبه أن يرجع أحسن حالًا وأفضل سيرة، فيُقبل على الآخرة ويكتفي من الدنيا بما يحقق وجوده".

وأضاف أبو توهة لـ"فلسطين": "أعمال الحج هي رموزٌ وإشارات إلى معانٍ سامية ترتقي بفاعلها إلى مصافّ عباد الله الصالحين، لتكون من بين الأعمال إطعام الطعام ولين الكلام وتأكيد قيمة التضحية، والشعور بالأخوة الإنسانية الجامعة، وغير ذلك من الأعمال التي يجب الالتفات إليها".

وبين أن الحاج إذا أخلصَ في عبادته، وتجرد من كل شائبةٍ تجاوبًا مع قوله: "لبيك اللهم لبيك"، بمعنى أنني أستجيب لك يا الله؛ إذا تحقق ذلك فإن "الجزاء من جنس العمل"، حيث التثبيت والاستمرار بتوفيق الله (عز وجل)، تحقيقًا لقوله (سبحانه): "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة".

ولفت أبو توهة إلى أنه إذا كانت المقدمات إيجابية فإن النتيجة ستكون إيجابية، فالذين آمنوا زادهم الله إيمانًا، والذين اهتدوا زادهم هدى، والذي أخلصَ نيته في الحج سيكون إنسانًا آخر.

وبين أن المستفيد الأول من الثبات على الطاعة هو الإنسان نفسه، على صعيد تحصيل الرضا عن الذات وحب الناس، والرضا عن الله، وسعادة في النفس، يجدها الناس في حياتهم العاجلة، أما في الآخرة فهناك جنةٌ، ورضوان من الله لن يفوز به إلا من كانت الطاعة والعبادة والعمل الصالح جزءًا من حياته.

وأكد أن كل ذلك سبب، وليس ثمنًا لدخول الجنة، التي شعارها: "ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون".