- الظاظا: الخطاب رسم ما يخشاه الاحتلال من مواجهة متعددة الجبهات
- مسلماني: أظهر جهوزية المقاومة للرد على أي محاولة للعبث في الأقصى
- الغريب: حماس حسمت تحالفاتها بوضوح ضمن محور المقاومة
رأى محللون سياسيون أن خطاب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يؤسس لمرحلة جديدة من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، عنوانها الأساسي "مدينة القدس" بمشاركة "محور المقاومة"، ويُعبر عن ثبات المقاومة في مساندة الشعب الفلسطيني، وتحديداً في مدينة القدس المحتلة.
وتعهد السنوار في خطابه خلال مهرجان "الضفة درع القدس" الذي نُظم في مدينة غزة، أول من أمس، بمناسبة "يوم القدس العالمي"، بتدخل المقاومة لمؤازرة وحماية المصلين في المسجد الأقصى، وقال "كفّوا عن العبث بالقنبلة النووية المسماة الحرم القدسي والمسجد الأقصى".
وأضاف: "أن الأميركيين والأوروبيين والعرب نصحوا (إسرائيل) بلجم جنودها في المسجد الأقصى، لكنها لم تستمع فجاءها رد صاعق"، مشددًا على أن "قادة الاحتلال تحدثوا عن استعادة الردع بعد شهر رمضان، ونحن نؤكد لهم أن المقاومة لهم بالمرصاد، وسنقوم بواجبنا بالدفاع عن قدسنا وأقصانا وشعبنا".
مرحلة جديدة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي الظاظا، أن خطاب السنوار يؤسس لمرحلة جديدة، وشكّل إعلاناً صريحاً عن محور المقاومة الذي يضم أركاناً واضحة في المنطقة لمواجهة الاحتلال وعنوانه الرئيس "القدس".
وقال الظاظا لصحيفة "فلسطين"، إن مهمة محور المقاومة الذي أعلنه السنوار ويضم إيران وسوريا واليمن وحزب الله، مواصلة العمل على إنهاء الاحتلال وإجهاض كل مخططاته.
وأوضح أن الخطاب يرسم معالم مرحلة جديدة تتمحور حول ما كان يخشاه الاحتلال من مواجهة شاملة متعددة الجبهات، أنها أصبحت "قاب قوسين أو أدنى".
وبيّن أنه "لا أحد يمكنه التنبؤ بوقت حدوث تلك المواجهة، لكنها أصبحت قريبة أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان وسوريا الأيام الماضية ردًّا على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى".
وأشار الظاظا إلى أن الخطاب ركّز على أهالي غزة والضفة والقدس بشكل مباشر، عادًّا أن أهل القدس لديهم مفتاح السلم والحرب، لذلك فإن الاعتداء على المقدسيين والمرابطين يشكل أحد صواعق التفجير في المنطقة.
اقرأ أيضاً: السنوار : محور القدس قطع شوطًا كبيرًا على طريق تحقيق "وعد الآخرة"
ولفت إلى أن الخطاب ركّز على أن القدس تمثل محورًا أساسيًّا في مواجهة الاحتلال، وأي معركة قادمة سيكون عنوانها "القدس" كونها تجمع عناوين مقاومة الاحتلال، عادًّا ذلك استكمالاً لما أرسته معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار عام 2021.
ثبات المقاومة
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي المقدسي إسماعيل مسلماني، أن السنوار عاد ليؤكد من جديد أن الأقصى بمثابة "قنبلة نووية"، والمس به محاولة للعبث في النار والاستفزاز.
وبيّن مسلماني لصحيفة "فلسطين"، أن الخطاب يُعبر عن الثبات والمصداقية للمقاومة التي تؤدي دوراً رئيساً وتشكل الداعم والسند للشعب الفلسطيني خاصة المقدسيين، مشيراً إلى أنه أظهر جهوزية المقاومة للرد على أي محاولة للعبث في الأقصى.
وبحسب قوله، فإن الخطاب ووجه عدة رسائل لدولة الاحتلال بأن المقاومة وصواريخها ما زالت جاهزة، استكمالاً لمعركة "سيف القدس" ما زال سيفها مُشرعاً حتى اليوم.
وعدّ أن الخطاب رفع من معنويات الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسيين، خاصة أن المقاومة استطاعت منع المشروع الذي تخطط له دولة الاحتلال في تهويد مدينة القدس خلال العشر الأواخر من رمضان.
ولفت إلى أن ما تحدث به السنوار يدلل على الاستمرارية بأن الصراع مع الاحتلال ما زال مفتوحاً، وأن النضال ووحدة الساحات ومحور المقاومة هو الخيار الطبيعي لمواجهة الاحتلال.
وأضاف أن "المعركة ما زالت مفتوحة والتخوفات والحذر إلى ما بعد رمضان لا تزال سيدة الموقف"، مشيراً إلى أن الأمور تتجه نحو التصعيد ولا سيّما أن (إسرائيل) تواجه تحديات كبيرة، وليس بمقدورها التفرد في ساحة مُعينة كما كانت في السابق.
وعد أن تصريحات قادة المقاومة حول جهوزيتها لأي معركة قادمة يؤكد أن (إسرائيل) بدأت تتآكل نتيجة صمود الفلسطينيين ووحدة الساحات كلها.
ويتفق الكتاب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب مع سابقيه، بأن الخطاب رسم معادلات سياسية وتحالفات واضحة في المنطقة على اعتبار أن المقاومة في غزة جزء من محور القدس.
وقال الغريب لصحيفة "فلسطين": إن المسارات التي تحدث بها السنوار تؤكد أن حماس حسمت تحالفاتها بشكل واضح ضمن إطار محور المقاومة على قاعدة العمل المشترك والأهداف المشتركة، بأن الاحتلال هو العدو المشترك أيضاً.
وأوضح أن خطاب السنوار رسخ قاعدة جديدة تتمثل بضرورة تجهز كل جبهات محور المقاومة من أجل الاستعداد للحظة المواجهة والتحرير، مضيفاً "من الواضح أن محور المقاومة يتجهز لمواجهة كبرى ضد الاحتلال".
ورأى أن ظهور محور القدس بهذا الوضوح يعطي دلالة واضحة بأن المعادلات وقواعد الاشتباك تغيّرت أمام هذا المحور القوي والمتماسك، خلافًا لما تعتقده أطراف المنطقة.
وأشار الغريب إلى أن السنوار وجه رسالة لكل اليهود في العالم بأن سلوك الجماعات المتطرفة يشكل خطراً كبيراً على مستقبل وتركيبة اليهود مما قد يفجّر حرباً دينية خاصة أن الاعتداءات الإسرائيلية تجاوز المدى في انتهاك حرمات المسلمين والمسيحيين.