فلسطين أون لاين

"لوكندة فرح".. بيت عمره 120 عامًا ينبض بالحياة

...
لوكندة فرح
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

بيت قديم مهجور في وسط البلدة القديمة بمدينة رام الله يعود بناؤه إلى بدايات القرن القرن الماضي، دبت فيه الحياة بعدما أعيد ترميمه وتحويله إلى" لوكندة فرح" جاذبة للسياح وأهالي المدينة التواقين لتجربة العيش في أجواء الحياة القديمة.

"لوكندة فرح" كل زاوية فيها تحمل رائحة الماضي وطريقة العيش فيه بدءًا من "النملية" وهي خزانة خشبية تحفظ فيها المونة التي تصنعها الجدات على مدار العام، و"العصرونية" وهي المكان الذي تستقبل فيه ربة البيت جاراتها وقريباتها بعد العصر، التي اندثرت في زماننا هذا.

"لوكندة فرح" هي مبنى يعود إلى عام 1904م ويتكون من ثلاثة طوابق مبنية من الحجر الوردي ويعلوها سقف من القرميد الأحمر. ويضم المبنى ثماني غرف مع مرافقها، إضافة إلى مطعم وقاعة استقبال، وتبلغ إجمالي مساحته 500 متر مربع.

وضمن رؤية تهدف إلى الحفاظ على المباني القديمة، أشرفت بلدية رام الله على ترميم المبنى وحافظت على طابعه التراثي القديم، حيث حافظت على أساساته الهندسية وحولته من مبنى مهجور إلى مكان تدب فيه الحياة من جديد في إطار اتفاق مع مُلاكه.

ليست التجربة الأولى

تبين رئيسة قسم الإعلام والبرتوكول في بلدية رام الله مرام طوطح أن "لوكندة فرح" بيت قديم يعود لعائلة فرح إحدى عائلات رام الله، التي توجد حاليًا في الولايات المتحدة، "وقد وقّعت اتفاقية مع البلدية قبل سنوات بحيث يتم ترميم المبنى وإعادة إحيائه، على أن تستملكه البلدية لمدة محددة مقابل ذلك".

وتلفت طوطح لـ"فلسطين" إلى أن البلدية بدأت بترميم البيت قبل جائحة كورونا، لكن مع بدء الجائحة توقفت عمليات الترميم، ومن ثم جرى استئنافها ضمن الخطة التي تتبعها البلدية لإعادة إحياء وترميم المباني القديمة، بهدف الحفاظ على الموروث التاريخي الموجود في مدينة رام الله من الهدم.

وتشير إلى أن "لوكندة فرح" ليست التجربة الأولى في ترميم المباني القديمة، إذ سبقها شراء "بيت جغب" الذي كان مهددًا بالهدم، لكن البلدية اشترته بمبلغ كبير لحمايته من الهدم.

وتذكر طوطح أن البلدية عملت على ترميم "بيت ورّة" وتحويله لمركز الاستعلام السياحي، كما أنّ المحكمة العثمانية أصبحت مركزًا للثقافة والطفولة والشباب ومكتبة للأطفال، وأصبح "حوش قندح" بيتًا للفنانين.

وتوضح إلى أن البيت توافدت عليه العديد من العائلات الفلسطينية، وهجر لسنوات طويلة، وتوالت عليه أحداث كبرى مثل حرب النكسة، والانتفاضتَين، إلى أن قررت البلدية إعادة ترميمه وإحالته لفندق صغير لاستقبال السياح، والزوار فيه، واستخدامه كنُزل، لأن المدينة تشهد حركة سياحية.

وتقول طوطح: "لذا كان الهدف هو إقامة فندق لهؤلاء الزوار الذين يفضلون الإقامة في أجواء تراثية قديمة، وتقدم لهم مأكولات فلسطينية تراثية، وفي اللوكندة زاوية النملية لبيع المنتجات الفلسطينية منها زيت الزيتون، والزيتون، واللبنة، والزعتر، وغيرها".

وتضيف أن الغرف الثمانية للوكندة سميت بأسماء الأزهار التي تشتهر بها فلسطين، وفيها غرف مزدوجة وغرف فردية، ويوجد في الفندق بئر مياه قديمة على شكل "إجاصة" لخدمة المبنى.

وتتابع طوطح: "تستخدم اللوكندة لاستقبال الزوار، ولكن حاليًا بدأنا باستقبال حجوزات للمبيت فيها ولا سيما في مواسم الأعياد من السياح، والمغتربين، وبها مطعم يستقبل الزائرين من رام الله وغيرها في ساحة العصرونية من الساعة الرابعة حتى السادسة مساءً".

وتشير إلى أن البيت يمتاز بطراز معماري قديم من حيث الأقواس، والبلاط، والأقواس الخشبية، وما تزال محافظة على قيمتها، والتعديلات التي أجريت أظهرت رونقها المعماري الأصيل.

تجربة فريدة

وبعد ستة أشهر على الافتتاح، تعرب المشغلة والمديرة الإدارية للوكندة، ياسمين عبد الهادي عن سعادتها بنجاح المكان وقدرته على جذب السياحة المحلية والسياح الأجانب حيث شهدت اللوكندة إقبالًا في احتفالات السنة الميلادية الجديدة.

وتقول: "لدينا نزلاء وزوار من مختلف محافظات الوطن، ومن فلسطينيي الداخل المحتل، وأجانب وخاصة زوار بلدية رام الله"، مشيرة إلى أن الزوار يأتون إلى الفندق لتناول طعام الإفطار أو للسمر في ساعات المساء.

وتقدم عبد الهادي شرحًا حول "اللوكندة"، بالقول: "كل غرفة تختلف عن الأخرى، من حيث بلاط الأرضيات القديمة، والأثاث وغيرها"، حيث يطلق على كل غرفة اسم خاص.

وتضيف: "في الأفلام المصرية القديمة كنا نشاهد اللوكندة، وهو مكان لتناول الطعام، واليوم بات موجودًا في فلسطين"، مشيرة إلى أن اللوكندة يقدم الوجبات الفلسطينية التقليدية، التي تأتي من منتجات محلية الصنع، من مختلف المحافظات. 

وتطمح عبدالهادي إلى تطوير الفكرة عبر افتتاح أفرع أخرى بذات الطابع.