في شهر الطاعات الذي يلتمس فيه المسلمون صالح الأعمال ابتغاء مرضات الله، نضع بين يدي القارئ الكريم سننًا منسيّة، ومستحبات ومتروكات في هذا الزمان. والسنن المهجورة ليست على منزلة واحدة، فما كان من السنن المؤكّدة وما واظب عليه النبي ليس في قوة ما لم يواظب عليه، غير أن من الحكمة نشر هذه السنن التي لا يعلم عنها كثير من عوام الناس.
أكل التمر قبل الغدو إلى صلاة العيد:
عن أنس رضي الله عنه: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتى يَأْكُلَ تَمَراَت"، وجاء من طريق آخر، وَيَأْكُلُهُن وِتْرًا".
والحكمة من ذلك ألا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد سد هذه الذريعة.
التكبير في يوم العيد:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا خرج يوم العيد إلى الصلاة في المصلى يكبر حتى يأتي المصلى. وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يجهر بالتكبير يوم الفطر ويوم الأضحى إذا غدا إلى المصلَّى حتى يخرج الإمام.
القراءة في صلاة العيد بـ "ق" و "القمر":
عن أَبي وَاقِدٍ اللَّيْثِىَّ رضي الله عنه أنه سئل عما كان يقرأ به النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم في الأَضْحَى وَالْفِطْر؟ فَقَالَ: "كَانَ يَقْرًأُ فِيهِمَا بِ "ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ" وَ "اقْتَرَبَت الساعَةُ وَانْشَق الْقَمَرُ".
قال النووي رحمه الله: والحكمة في قراءتهما لما اشتملتا عليه من الإخبار بالبعث والأخبار عن القرون الماضية وإهلاك المكذبين وتشبيه بروز الناس للعيد ببروزهم للبعث وخروجهم من الأجداث كأنهم جراد منتشر".
صلاة ركعتين في المنزل بعد صلاة العيد:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ لَا يُصَلِي قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلى رَكْعَتَيْنِ".
ويُشكل على هذه السنة حديث ابْنِ عَباسٍ رضي الله عنهما: أَن اَلنبِي صلى الله عليه وسلم صَلى يَوْمَ اَلْعِيدِ رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا.
قال الشيخ الألباني رحمه الله: التوفيق بين الحديثين، بأن النفي إنما وقع على الصلاة في المصلى.