فلسطين أون لاين

تقرير "هلّ هلالك".. أغنية رمضانيّة من زنازين الأسر إلى الأهل وفلسطين

...
"هلّ هلالك".. أغنية رمضانيّة من زنازين إلى الأهل وفلسطين
القدس المحتلة-غزة/ هدى الدلو:

برسائل وحدوية تتغنى بالمدن الفلسطينية، وأهازيج رمضان وقت السحر، تحمل أغنية "هلّ هلالك" رسائل الأسرى الفلسطينيين إلى شعبهم، يعبرون فيها عن شوقهم للجغرافيا الفلسطينية والطقوس الرمضانية ولمات الأهل المفتقدة.

تحمل الأغنية طابعاً خاصاً، لكونها صدرت من داخل زنازين الاحتلال الإسرائيلي، إذ كتب كلماتها ولحنها الأسير الفلسطيني يزن سمارو، المحكوم عليه بالسجن المؤبد.

"مثقف وموهوب وحالم، عكس في أغنيته رسائل كبيرة"، بهذه الكلمات وصف المحرر علام القوقا، الذي كان له دور بارز في خروج الأغنية إلى العلن، كاتب وملحن الأغنية، يزن سمارو، الأسير الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن المؤبد.

ويبين أن العمل الفني خرج من الزنزانة كلماتٍ ولحناً، وتم تهريبه بطريقة معقّدة، مشيرًا إلى أن "هلّ هلالك" تتحدث عن افتقاد "اللمّة مع الأهل"، وتتغنى بالمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يعكس حالة من الاشتياق للجغرافيا الفلسطينية لدى الأسرى، التي أهدى منتجو العمل والقائمون عليه الأغنية لهم.

صوّر الكليب في أكثر من موقع فلسطيني، أهمها القدس والبلدة القديمة في نابلس وبيرزيت، وغنّاها كل من نورا أبو ماضي ونادر حمودة، في حين تولى التوزيع علاء الكردي، وأخرج الفيديو كليب الخاص بها محمد فرج.

وتبث الأغنية رسائل وحدويّة، دون الابتعاد عن إبراز الطقوس الرمضانية المرتبطة بالتراث الفلسطيني، ومن بينها أهازيج "المسحراتي" في فلسطين والدول المجاورة.

ويلفت القوقا إلى أن العمل أنجز قبل عام، لكنّه لم يعرض عبر الشاشات الفلسطينية إلّا مع بداية شهر رمضان المبارك هذا العام، وذلك باعتبار أن "تعميمه، رغم نشره عبر قناة واحدة تتبع تلفزيون فلسطين العام الماضي على يوتيوب، لم يكن مناسباً، لكون الأغنية ذات أجواء احتفالية، فيما كانت مدن وبلدات فلسطينية عديدة تمرّ بظروف صعبة، وخاصة في قطاع غزة والقدس".

عمل مختلف

حول ظروف خروج الأغنية إلى العلن، يقول القوقا: "كم هو صعبٌ نقل رسالة ما من شخص لآخر، فما بالك إذا كان مصدر هذه الرسالة الأسرى الأبطال والمرسل إليه كل أبناء الشعب الفلسطيني".

وتابع: "أصرّ الأسرى في سجون الاحتلال أن يهنئوا شعبهم بحلول شهر رمضان المبارك، وخاصة الأطفال منهم في جميع المدن الفلسطينية، فكانت هذه الأغنية التي كتب كلماتها ولحّنها الأسير يزن سمارو، وهو من مدينة نابلس، ومواليد العاصمة السورية دمشق، وكان له دور بارز في نضالات انتفاضة الأقصى"، التي اندلعت في عام 2000 ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العنصرية.

ويشدّد القوقا، الذي قضى 18 عاماً داخل الأسر، على أن الأغنية خرجت من الزنزانة كما أنجزها سمارو، فلم تتعرّض لأي حذف أو إضافة أو تغيير.

ويلفت المحرر إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعملون على الدوام لتطويع الظروف الصعبة التي يعيشونها، ويحاولون استعادة شيءٍ ما كانوا يعيشونه قبل اعتقالهم من طقوس رمضانيّة بين عائلاتهم.

ويستشهد بما يفعله الأسرى ليعيشوا أجواء رمضان، بقيامهم بقلي الخبز وخمسه في القطر كتقليد لحلوى العوّامة الشهيرة، وعلى الرغم من الفارق ما بينهما، "كنّا نُسعد بالنتائج وبالأجواء التي نصنعها لأنفسنا، متسلّحين بالأمل والإصرار والإرادة الصلبة والإيمان بحتميّة النصر".

من جهتها، تقول الفنانة نورا أبو ماضي: "لم أتردد للحظة عندما تواصل معي المخرج محمد فرج للمشاركة في أغنية رمضانية ذات بعد روحاني كتبها ولحّنها أسير فلسطيني يقبع في سجون الاحتلال"، مبينة أن العمل مختلف في رمزيّاته ودلالاته.

وتضيف أبو ماضي: "أحبّ الوجود في أعمال غنائية رمضانية كل عام، وكان هذا العمل، رغم تسجيل الأغنية وتصويرها العام الماضي، بمنزلة مشاركة متواصلة ما بين عامين. جعلتني المساهمة أشعر بأنّني أشارك، بشكل ما، في دعم الأسرى الذين يُبدعون من داخل زنازينهم، خاصة أن كلماتها تحمل أملاً وتفاؤلاً، وتعبّر عن واقع نتمنى جميعاً أن نعيشه".