قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية يوم الجمعة إن البلاد اختبرت صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب، هو الصاروخ هواسونج-18، بهدف "التعزيز الجذري" لقدرة البلاد على شن هجوم نووي مضاد.
وقاد الزعيم كيم جونج أون الاختبار، وحذر من أن التجربة ستجعل الأعداء "يختبرون أزمة أمنية أوضح، وستواصل بث عدم الارتياح والرعب فيهم من خلال اتخاذ إجراءات مضادة فتاكة وهجومية حتى يتخلوا عن تفكيرهم الأعمى وأفعالهم المتهورة".
وانتقدت كوريا الشمالية التدريبات العسكرية المشتركة في الآونة الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية باعتبارها تصعيدا للتوتر، وكثفت اختبارات أسلحتها في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع في سول إن بيونجيانج لا تزال تطور هذا السلاح، وإنها بحاجة لمزيد من الوقت والجهد لتبرع في تلك التكنولوجيا. ويشير ذلك إلى أنها قد تجري المزيد من تجارب الإطلاق.
ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية صورا لكيم وهو يشاهد عملية الإطلاق برفقة زوجته وشقيقته وابنته، والصاروخ وهو مغطى بشباك مموهة على منصة إطلاق متنقلة.
وقالت الوكالة إن "تطوير صاروخ من نوع جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هو ’هواسونج فو-18’ سيحسن بدرجة كبيرة عناصر الردع الاستراتيجي في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ويعزز بشكل جذري فعالية موقفها بالنسبة لشن هجوم نووي مضاد".
و"فو" تعني مدفعية باللغة الكورية.
وقال محللون إن هذا هو أول استخدام لكوريا الشمالية للوقود الصلب في صاروخ متوسط المدى أو صاروخ باليستي عابر للقارات.
ولطالما كان يُنظر إلى تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب على أنه هدف رئيسي لبيونجيانج، إذ يمكن أن يساعدها على نشر صواريخها بشكل أسرع في حالة نشوب حرب، مقارنة بالوقود السائل.
وعرضت كوريا الشمالية لأول مرة ما يمكن أن يكون صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب خلال عرض عسكري في فبراير شباط بعد اختبار محرك عالي الدفع يعمل بالوقود الصلب في ديسمبر كانون الأول.
وجاء الإطلاق بعد أيام من دعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم إلى تعزيز الردع الحربي بطريقة "عملية وهجومية بدرجة أكبر" لمواجهة ما وصفته بلاده بالخطوات العدوانية من الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون إن الصاروخ الذي أطلق من مكان قرب بيونجيانج حلق مسافة ألف كيلومتر تقريبا قبل أن يسقط في المياه شرقي كوريا الشمالية. وقالت بيونجيانج إن الاختبار لا يشكل تهديدا للدول المجاورة.