في شهر الطاعات الذي يلتمس فيه المسلمون صالح الأعمال ابتغاء مرضات الله، نضع بين يدي القارئ الكريم سننًا منسيّة، ومستحبات متروكات في هذا الزمان. والسنن المهجورة ليست على منزلة واحدة، فما كان من السنن المؤكّدة وما واظب عليه النبي ليس في قوة ما لم يواظب عليه، غير أن من الحكمة نشر هذه السنن التي لا يعلم عنها كثير من عوام الناس.
البدء باليمين عند الانتعال واليسار عند النزع:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه: أَن رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ قَالَ: "إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشمَالِ لِيَكُنِ الْيُمْنَى أَهولَهُمَا تُنْعَلُ وَآخِرَهُمَا تُنْزَع".
الاكتحال للرجال:
وعَنِ ابْنِ عَباسٍ أيضًا قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: "إِن خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ فَإِنهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشعْرَ".
وعن ابن عباس أيضًا قال: "كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثًا في كل عين".
وقد قال ابن القيم عن الْإثمد: "ينفع العين ويُقوِيها، ويشد أعصابَها، ويحفظُ صِحتها، ويُذهب اللحم الزائد في القُروح ويُدملها، ويُنقِى أوساخها، ويجلوها، ويُذهب الصداع إذا اكتُحل به مع العسل المائي الرقيق".
تغيير الشيب بالحناء:
يستحب للرجل الذي ظهر الشيب في لحيته أو رأسه أن يغير شيبه بالخضب بالحناء. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه أَن النبي-صلى الله عليه وسلم- قَال: "إِن الْيَهُودَ وَالنصَارَى لاَ يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ".
وعنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى أُمِ سَلَمَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعَراً مِنْ شَعَرِ النبِي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ مَخْضُوبًا".
وقد قال الْإمام أحمد رحمه الله: إني لأرى الرجل المخضوب فأفرح به من أجل إحيائه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال لرجل: لمَ لمْ تخضب؟ قال: أستحي، قال: سبحان الله هل تستحي من سنة رسول الله".