قائمة الموقع

مسائل متفرّقة مهمَّة في الاعتكاف

2023-04-11T11:44:00+03:00
مسائل متفرقة في الاعتكاف

يعرف الاعتكاف بأنه المكث في المسجد بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والحكمة من تشريعه أن يتفرغ المسلم للعبادة والذكر والتسبيح وقراءة القرآن بالانقطاع عن الناس والتخفف من الشواغل ليزكي نفسه وينقي قلبه. 

وأجمع أهل العلم على أن الاعتكاف سنة في كل وقت، ورأى بعض العلماء أنه سنة مؤكدة في العشر الآواخر من رمضان، ويكون واجبًا إذا نذر الشخص أن يعتكف، ودليل سنيته قول الله تعالى: " وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" (البقرة:187). 

ولتحصيل الأجر والثواب في العشر الأواخر من رمضان يترك بعض الناس أعمالهم الأساسية ووظائفهم ليعتكفوا في المساجد، فهل يصح فعلهم؟ وهل من الأولى تقديم الاعتكاف على العمل وكسب الرزق أم العكس؟ 

ذكر الشيخ محمد العثيمين في إجابته عن هذه المسألة بأنه يستحب للمسلم أن ينقطع للعبادة والذكر والدعاء والاعتكاف في العشر الأواخر، إلا أن يكون ذلك الانقطاع سيلحق ضررًا به أو بمجتمعه الذي ربما تتعطل حوائج الناس بسبب انقطاعه للعبادة. 

وقال: "لا شك بأن من فعل ذلك مجتهد، لكنه أخطأ في اجتهاده إذ ترك الواجب، وهو القيام بعمله ووظيفته، وفعل المستحب والذي أجمع أهل العلم على عدم وجوبه وأنه سنة". 

وأضاف: "والقيام بواجب الوظيفة داخل في قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" وقوله تعالى: " وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا"، ومن فعل ذلك ترك الواجب لفعل المستحب". 

ونبّه الفقهاء أن على المسلم في هذه الحالة أن يجتهد قدر استطاعته في العبادة والذكر والقيام، دون أن يفرط في واجباته، والأيسر أن يأخذ برأي الفقهاء الذين أجازوا الاعتكاف بجزء من النهار أو بجزء من الليل، لينالوا الأجر والخيرية في هذه الأيام.  

وأجاز ترك العمل والاعتكاف لمن كان عمله ثانويًا لن يعطل تركه مصالح الناس. 

حكم الاعتكاف للمرأة

تبادر كثير من النساء للاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان لنيل الأجر والثواب، وتعتكف أخريات في بيوتهن، فما حكم الاعتكاف للمرأة وهل يصح اعتكافها في بيتها؟ 

أجاب الشيخ عبد العزيز بن باز عن حكم الاعتكاف للمرأة فقال: "الاعتكاف سنة للرجال والنساء لما ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يعتكف في رمضان إلى أن استقر اعتكافه في العشر الأواخر وكانت تعتكف بعض نسائه معه. 

واختلف الفقهاء في حكم اعتكاف المرأة في بيتها، فذهب الجمهور إلى أنها كالرجل لا يصح اعتكافها إلا في المسجد دل على ذلك قوله تعالى: " وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ"، ولأن أهل العلم أجمعوا على أن محل الاعتكاف هو المسجد الذي تقام فيه صلاة الجماعة، وبه أفتى ابن باز وابن عثيمين. 

وأجاز الحنفية والمذهب القديم للشافعي اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، أي مكانها المخصص للصلاة والعبادة في البيت، وقالوا: "ليس للمرأة أن تعتكف في غير موضع صلاتها في بيتها"، والرأي الأول هو الراجح عند جمهور العلماء. 

واشترط الفقهاء لاعتكاف المرأة في المسجد أن يكون بإذن زوجها، فلو كان أبناؤها بحاجتها للقيام بشؤونهم فالأولى أن تقوم بواجبها في بيتها، وأن يكون المسجد منفصلًا عن الرجال، وأن تأمن الاختلاط والفتنة. 

اخبار ذات صلة