لا يمكن أن تكشف كذب الآخرين بمجرد النظر إليهم، لكن علماء النفس ركزوا انتباههم مؤخرا على أساليب أخرى قد تكون أكثر فعالية في كشف الكذب مثل تجنب التواصل بالعين والحركات العصبية والتلعثم، تفضح المخادع.
وقديما قالوا "إن حبل الكذب قصير"، فمهما احترف الكذاب في سرد روايته فلا بد وأن يقع مهما طال الزمن، ويقول خبراء العدالة الجنائية إنه لا توجد جريمة كاملة، وسيترك الكذاب دليلًا يفضح أمره، فإن كان الكذب ينجي، فالصدق أنجى.
وينهى الدين الإسلامي عن الكذب مهما كلفت الإنسان قول الحقيقة، وللمثل الشعبي "حبل الكذب قصير" السائد عربيًا، قصة حدثت في مدينة بغداد في الزمن القديم، يرويها الحكواتي محمد الحاج أحمد.
تدور أحداث القصة حول تاجر بغدادي غني لديه الكثير من الأموال، وفي يوم من الأيام فتح صندوق الأموال، ففوجئ بأنه تم سرقة ألف دينار. أخذ يفكر كثيرًا، ويسأل نفسه: يا ترى من السارق أيعقل أنه من أهل البيت؟
كان لديه العشرات من الخدم، فقام بجمعهم، وسأل كل واحد منهم عن سرقة الأموال، وهم بدورهم برأوا أنفسهم من السرقة.
بات التاجر ليلته يفكر في طريقة أخرى للبحث عن سارق أمواله حتى اهتدى إلى حيلة ذكية تمكنه من ذلك دون أن يتهم أي شخص منهم.
أعطى التاجر كل خادم حبلًا، وردد على أسماعهم بأن الذي قام بالسرقة لن ينفعه الندم، فبعد غياب شمس النهار سوف يزداد طول الحبل 10 سنتيمترات، وأعرف من هو السارق.
وفي اليوم التالي جاء الخدم، ووقفوا أمام التاجر، وبدأ يتفحص كل حبل على حدة، إلا أن وجد حبل أقصر من الحبال الأخرى بعشرة سنتيمترات، ظنًا من السارق بأن الحبل سيطول بالفعل كما قال التاجر مسبقاً، ثم قام بفرض العقاب عليه وسجنه.
فردد التاجر قائلا "حبل الكذب قصير" ومنذ ذلك الحين تردد المقولة في كل موقف فيه خديعة، وكذب.
والعبرة من هذا المثل، أن عليك الابتعاد عن الكذب لأنه تصرف في غاية السوء، والأفعال السيئة سريعًا ما ينسدل عنها الستار، وتنكشف، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن لا يكذب".