فلسطين أون لاين

درهم وقاية

النقرس مرض جيني سببه ارتفاع حمض اليوريك.. كيف يمكن الوقاية منه؟

...
مرض النقرس
غزة/ هدى الدلو:

نوبات ألم شديدة في إبهام القدم، وارتفاع في حرارته، وانتفاخ وغيرها من الأعراض الخطيرة التي تدلل على نوبة خطيرة من النقرس، الذي يعرف أيضًا بـ"داء الملوك"، فما هو هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وأسباب إصابة البعض فيه؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟

يعرف الدكتور عبد ربه أبو حشيش الاستشاري في طب وجراحة العظام مرض النقرس الذي يعد من الأمراض المزمنة التي تصيب المفاصل والأنسجة المجاورة لها مثل الأربطة، وهو اضطراب تترسب فيه بلورات حمض البولينا أو اليوريك وتتجمع في المفاصل لارتفاع مستوياته في الدم، فتؤدي تجمعات البلورات إلى حدوث نوبات التهابية مؤلمة في المفاصل وما حولها بسبب تآكل في غضاريف وعظام المفصل فيؤدي إلى خشونة شديدة في المفصل.

وتفيد بعض الدراسات إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس من النساء، لكنهن يصبحن أكثر عرضة للإصابة فيه بعد انقطاع الطمث.

ويشير د. أبو حشيش إلى أن من أعراض النقرس التي تظهر على شكل نوبات حادة خاصة في الليل، تورم وآلام في المفاصل وبالذات مفصل أصبع القدم الكبير، ولكنه قد يصيب مفصل الركبة أو الكتف أو الرسغ وقد تستمر لعدة أيام، وقد يظهر التهاب أو احمرار على المفصل المصاب ويصبح شديد الحساسية لأي شيء قد يتعرض له.

ويوضح لصحيفة "فلسطين" بأن النقرس مرض جيني له علاقة بفقدان الإنزيمات المسئولة عن تكسير حمض البولينا أو اليوريك، ومن أسباب أمراض الكلى أو أمراض الدم، أو كثرة تناول البعض للحوم والدهون وشرب الكحول.

وينتج الجسم حمض اليوريك كجزء من عملية تحليل البيورين (Purine)، وهو أحد الأحماض الأمينية التي توجد توجدًا طبيعيًا في الجسم وأنواع معينة من الأغذية، مثل: اللحوم، ونبات الهليون (Asparagus)، والفطر، وفق موقع طب ويب.

ويخرج حمض اليوريك من الجسم عن طريق الكلى، وفي بعض الحالات التي ينتج فيها الجسم كميات كبيرة من حمض اليوريك، أو تلك التي تخرج فيها الكلى كميات قليلة منه، يتراكم حمض اليوريك على شكل بلورات حادة تشبه الإبرة داخل المفصل، أو الأنسجة المحيطة به ما يسبب الإصابة بمرض النقرس.

ويذكر د. أبو حشيش العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس وارتفاع حمض اليوريك في الجسم، نمط الحياة المتبع والإفراط في تناول اللحوم مما يؤدي إلى تراكم ذلك الحمض في الجسم، كما توجد بعض المشاكل الطبية التي يعانيها البعض فتزيد من احتمالية إصابتهم بالنقرس، كضغط الدم المرتفع جدًا، والكوليسترول في الدم، والسكري، وتصلب الشرايين، ويوجد بعض الأدوية التي تسبب ارتفاع حمض اليوريك، كالأسبرين، والأدوية مضادة للرفض المناعي.

من أسباب ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم وفقًا لمايوكلينيك وهي مجموعة طبية، مدرات البول، وشرب الكثير من الصودا أو تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز، وارتفاع ضغط الدم، والأدوية المثبطة للمناعة، ومشاكل في الكلى، وسرطان الدم، والبدانة.

ومن عوامل خطر مرض النقرس ومضاعفاته، يلفت إلى أن قد تكرر نوبات الألم، وخشونة شديدة في المفاصل والتهابات مزمنة في الأربطة، وقد يؤدي إلى التهابات في الكلى وتكوين حصى فيها، وقد يسبب فشلًا كلويًا.

ويشخص النقرس ببعض الفحوصات والتحاليل المخبرية، يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية التي تستخدم في العلاج ويحددها بناء على حالة المريض.

قد يوصي الطبيب الأشخاص الذين يصابون بنوبات نقرس سنويًا، أو الأشخاص الذين تتفاقم لديهم أعراض نوبات النقرس بتناول أدوية من شأنها أن تقلل خطر الإصابة بنوبات إضافية، ويبدأ بهذا العلاج الوقائي بعد زوال نوبة النقرس.

ويبين د. أبو حشيش إلى اعتماد نظام غذائي يحتوي على كميات قليلة من مادة البيورين يساهم في منع تفاقم الحالة، كالتقليل من اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، والإكثار من تناول منتجات الحليب، والكربوهيدرات، ولابد من الحفاظ على وزن صحي وسليم وتجنب تخفيض الوزن تخفيضًا سريعًا لضمان خوفًا من حدوث ارتفاع مفاجئ في مستوى حمض اليوريك.

كما يمكن ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة ومنخفضة التأثير كالمشي والسباحة وركوب الدراجات لحماية المفاصل، أن يحرص المصاب بمرض النقرس على إجراء فحص حمض اليوريك كل 6 أشهر.