في شهر الطاعات الذي يلتمس فيه المسلمون صالح الأعمال ابتغاء مرضات الله، نضع بين يدي القارئ الكريم سننًا منسيّة، ومستحبات ومتروكات في هذا الزمان. والسنن المهجورة ليست على منزلة واحدة، فما كان من السنن المؤكّدة وما واظب عليه النبي ليس في قوة ما لم يواظب عليه، غير أن من الحكمة نشر هذه السنن التي لا يعلم عنها كثير من عوام الناس.
الشرب على ثلاث مرات، مع التسمية والحمد على كل شربة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإْناء إلى فيه سمى الله فإذا أخره حمد الله يفعل به ثلاث مرات".
الدعاء بعد شرب اللبن:
عن ابن عباس أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلِ: اللهُم بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ. وَإِذَا سُقِيَ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللهُم بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْه".
الأكل على الأرض:
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: مَا عَلِمْتُ النبِي صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطُّ. والخوان: المرتفع من الأرض بقوائمه. قال الْإمام مالك رحمه الله: من السنة الأكل على الأرض على هيئة يطمئن عليها.
وأما عن صفة الجلوس على الأرض فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "فالمستحب في صفة الجلوس للأكل أن يكون جاثيًا على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمني ويجلس على اليسرى".
رفع اللقمة عن الأرض، ولعق الأصابع قبل مسحها:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا وَلاَ يَدَعْهَا لِلشيْطَانِ وَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ فَإِنه لاَ يَدْرِى فِي أَي طَعَامِهِ الْبَرَكَة".
لعق القصعة والإناء ونحوها:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: إن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ (مسحها بالإصبع) الْقَصْعَةَ.
إخراج نواة التمر بين إصبعي السبابة والوسطى:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبي، قَالَ: فَقَربْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا فَأَكَلَ مِنْهَا ثُم أُتِىَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِى النوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ وَيَجْمَعُ السبابَةَ وَالْوُسْطَى". أي على ظهر الإصبعين، كما روي عن الإمام أحمد.