قال الكاتب والصحفي الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، اليوم الأحد، إن مهاجمة كيان الاحتلال بالصواريخ خلال عيد الفصح من قطاع غزة وجنوب لبنان ليست سوى المرحلة الأولى في حرب الاستنزاف من قبل "محور المقاومة" بقيادة إيران ضد (إسرائيل) باستخدام استراتيجية "توحيد الجبهات".
وبحسب الكاتب الإسرائيلي إن جولة القتال الحالية ليست سوى المرحلة الأولى في المخطط التدريجي لتدمير الكيان، وستأتي المراحل التالية لاحقًا، وتقييم وضع "محور المقاومة" بقيادة إيران هو أن الكيان ضعف بسبب موجة الاحتجاج على خلفية التعديلات القانونية والأزمة مع الولايات المتحدة وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يستطيع القتال على عدَّة جبهات في نفس الوقت والتعامل بنجاح مع هجوم بعشرات الآلاف من الصواريخ والصواريخ بعيدة المدى من عدَّة جبهات مصحوبة بموجة عمليات في الضفة الغربية.
ويقول: "بالنسبة لإيران وحزب الله، فإن الوضع الاستراتيجي الذي كان قائماً في عام 2006 أثناء حرب لبنان الثانية قد تغيَّر تمامًا، ونمت قوة حزب الله بشكل كبير وأصبح لديه اليوم ترسانة من 150 ألف صاروخ وصاروخ دقيق، لذلك لا يخاف حسن نصر الله، مواجهة عسكرية معنا".
ويضيف: "إن هدف "محور المقاومة" هو إضعاف جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريجياً، والإضرار بصورته كأقوى جيش في الشرق الأوسط، والإضرار بمعنويات الجمهور الإسرائيلي".
ويتابع: "تقدر إيران أن (إسرائيل) في إحدى أدنى ضعفها منذ إنشائها، بينما إيران تزداد قوة، وإيران على مسافة قصيرة من امتلاك أسلحة نووية، وانضمت إلى المحور الروسي الصيني، بينما يتم إخراج الولايات المتحدة تدريجياً من الشرق. فيما حسنَّت علاقاتها مع المملكة العربية السعودية وقريبًا ستقترب أكثر من دول الخليج".
ووفق بن مناحيم "تقدر إيران أن ميزان القوى في الشرق الأوسط يميل لصالحها، وللفلسطينيين والعراق واليمن وسوريا ولبنان مصلحة مشتركة في الاتحاد مع إيران ضد (إسرائيل)".
ويشير إلى أن "قول مسؤولين سياسيين كبار في الكيان إن الرد العسكري الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية من قطاع غزة وجنوب لبنان كان حذرًا ومدروسًا بطريقة لا تؤدّي إلى حرب شاملة على عدَّة جبهات، ولا تريد (إسرائيل) الدخول فيها".
ويلفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن مثل هذه الحرب في الوقت الحالي مع استراتيجية "توحيد الجبهات" التي يتخذها محور المقاومة خطيرة للغاية على (إسرائيل) ويحتاج إلى إيجاد الطريق الصحيح والتوقيت المناسب للتعامل معها.
ويقول: "كان الاعتبار الرئيس للمستوى السياسي أن يمر بهدوء الفترة الزمنية المتبقية إلى ما بعد عيد الفصح، وشهر رمضان وعيد الاستقلال دون تصعيد لا داعي له، وعدم الانجرار وراء استفزازات حماس وحزب الله".
ويضيف: "مسؤول أمني كبير يقول إن "محور المقاومة" مخطئ تمامًا في تقييمه للأوضاع فيما يتعلَّق بقوة (إسرائيل)، دولة لبنان هي الدولة المهدَّدة بالتفكك وليس (إسرائيل)، على الرغم من ترسانة أسلحة حزب الله الكبيرة، ضربة عسكرية قوية من قِبل (إسرائيل) لحزب الله والبنية التحتية المدنية في لبنان تؤدّي إلى انهياره"، وفق قوله.
ويلمح إلى أن (إسرائيل) تستعد الآن لهجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية ولن تسمح لها بالحصول على أسلحة نووية، وهي لديها القوة لتحقيق هذا الهدف، الكلمة الأخيرة لم تُقل بعد، وهي تعيد تنظيم نفسها الآن لإحباط خطة إيران المرحلية.