فلسطين أون لاين

تدنيس الأقصى سيجلب مزيدًا من العمليات الفدائية

‏تلقى الاحتلال الإسرائيلي على مدار الأيام الماضية عددًا من الضربات من جبهات مختلفة ما بين الضفة الغربية، وقطاع غزة، وجنوب لبنان، ووسط تل أبيب، ردًا على اعتداءاته على المسجد الأقصى، وتدنيسه من المستوطنين على مدار الأيام الماضية، وكذلك الاعتداء على المصلين، ومنعهم من إقامة الصلاة في المسجد الأقصى، وما نشر من صور قاسية جدًّا لما قام به جنود الاحتلال من أساليب همجية غير مسبوقة في التعامل مع المصلين في المسجد الأقصى، أظهرت جرائم الاحتلال.

‏ ما يحدث حاليًّا هو كابوس بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا نتاج أفعاله وتصرفاته ضد الفلسطينيين، وتقديراته الخاطئة بأنه يمكن له أن يفعل ما يشاء، من قتل وإرهاب واعتداء دون رقيب أو حسيب.

لكن اليوم يمكن القول، إن الحالة الثورية التي نشأت في الساحة الفلسطينية قادرة على أن تواجه تلك الاعتداءات وصدها، وإيقاع الخسائر في صفوف الاحتلال الإسرائيلي في جميع الساحات، و بأساليب مختلفة.

‏الرد الذي جاء من جنوب لبنان هو جزء من الحالة التي نشأت خلال السنوات الأخيرة، خاصة خلال معركة سيف القدس القائمة على ترابط الساحات التي تحيط بالاحتلال الإسرائيلي، وأن المسجد الأقصى ليس وحده، وأن قطاع غزة ليس وحده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وصد العدوان عن المسجد الأقصى كما حدث في معركة سيف القدس، وكذلك ساحة جنوب لبنان، والداخل المحتل عام 48 يشهد مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين وجنود الاحتلال على خلفية تدنيس المسجد الأقصى، إلى جانب عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية التي وصلت إلى 77 حالة إطلاق نار خلال ساعتين فقط؛ ردًّا على الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى، ما يؤكد أن الساحة الفلسطينية اليوم أصبحت قابلة للذهاب إلى مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، في حال استمرار اعتداءاته أو تدنيسه  للمسجد الأقصى.

‏كل ساحة من هذه الساحات أصبحت عنوانًا للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في المواجهات عبر الحجارة والزجاجات  الحارقة في الداخل المحتل، وفي الضفة الغربية إطلاق النار، وتنفيذ العمليات كما حدث أمس في عملية الأغوار، و عملية وسط تل أبيب، وما سبقها من عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، إضافة إلى ساحة غزة المشتعلة التي شهدت تحركًا للشباب على حدود قطاع غزة، وكذلك إطلاق صواريخ على غلاف قطاع غزة، الذي لم يعد آمنًا بالنسبة للمستوطنين؛ بسبب استمرار سياسة تنقيط الصواريخ أو الرشقات، كل ذلك يضع لنا قواعد للاشتباك تقوم على قاعدة تهشيم صورة الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف الذي جاء على لسان أكثر من مسؤول إسرائيلي بأن الاحتلال فقد القدرة على الردع، وهو ما يتضح من خلال التعامل مع حالات إطلاق النار، وغزة وجنوب لبنان و أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد لديه القدرة على الذهاب إلى مواجهة أو تجاوز قواعد الاشتباك التي وضعتها المقاومة على مدار الأعوام الأخيرة، من عام 2014، و ترسخت منذ عام 2021، والتي تمنع الاحتلال الإسرائيلي من القيام بعمليات عسكرية ضد قطاع غزة، وكذلك الأمر مع حزب الله في جنوب لبنان إذ أصبح من الواضح أن إسرائيل لم تعد هي التي كانت تفعل سابقًا ما تشاء بالطريقة التي تناسبها، وتشمل عمليات القتل والإرهاب أينما تشاء لكن اليوم وجدت من يتصدى لها، بل إنه من يضع لها قواعد للاشتباك يصعب عليها تجاوزها في أي مرحلة من المراحل، وقد تشهد الأيام القادمة مزيدًا من ذلك في حال استمرار اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، ويمكن أن تذهب إلى تصعيد أكبر من ذلك في حال لم تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن الاستخدام العنف والإرهاب  ضد المصلين في المسجد الأقصى أو القيام بعمليات في الضفة الغربية أو المجازفة بتنفيذ عمليات اغتيال هنا أو هناك، ما يعني إمكانية الذهاب إلى حرب مفتوحة يصعب على الاحتلال الإسرائيلي التعامل معها بسبب ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وكذلك تشتت الأحزاب الصهيونية إلى جانب عدم قدرة الجيش على التعاطي مع المتغيرات التي حدثت خلال العامين الماضيين، المتمثلة في تطور المقاومة وامتلاك قدرات عسكرية ومهارات عالية في التعامل مع أي مواجهة قادمة.