المناطق التي اكتوت بنيران الاحتلال الإسرائيلي هذا العام كانت على رأس أولويات القائمين على حملة "فطِّر جارك"، فالقائمون على الحملة يتكبدون المشقة للوصول إلى الأسر المتعففة فيها، وتوصيل وجبات الإفطار الرمضانية لهم، لمساعدتهم على الصمود.
فـ"مخيم جنين وعقبة جبر في أريحا، والبلدة القديمة في نابلس" هي الوجهات الأساسية للقائمين على الحملة لهذا العام، كجزء أصيل من إستراتيجيتهم القائمة بالأساس على محاولة الوصول للمناطق المهمشة في الضفة الغربية للعام الثامن على التوالي.
"في هذا العام قررنا أنْ نخدم المناطق التي تعرضت لعدوان واعتداءات من الاحتلال، لكي نساعد في صمود تلك الأماكن"، يقول سامي الجمل مدير تجميد الأموال في جمعية "إنعاش الأسرة" القائمة على الحملة.
ويشير إلى أن الجمعية تنظم الحملة للعام الثامن على التوالي بهدف إطعام العائلات المحتاجة كتجسيد لقيم التعاضد والأخوة والمحبة بين عائلات الشعب الفلسطيني، "وهي حملة إنسانية وخيرية بالدرجة الأولى".
وتختار العائلات المستفيدة – وفق الجمل- عبر قوائم مسح اجتماعي للأسر المحتاجة خاصة بالجمعية أو بالتنسيق مع مجموعات عمل كمجموعة "فكر بغيرك" أو جمعيات تعمل بنفس المجال.
وتعلن الجمعية عن الحملة قبل أسبوع من بدء رمضان، وتحدد آلية المشاركة فيها للمتبرعين، " ولتسهيل الأمر فإننا جهزنا نوعيْن من الكوبونات الأول بقيمة 25 شيكل (قيمة وجبة إفطار للفرد الواحد) والثاني بقيمة مئة شيكل (قيمة وجبة إفطار لأسرة من أربعة أفراد)، ويمكن لأي شخص شراء الكوبون الذي يذهب ريعه للحملة وذلك غالبًا في منطقة البيرة وما حولها"، يقول الجمل.
أما المناطق البعيدة فيمكن للمتبرع منها إيداع تبرعه في الحسابات الخاصة بالجمعية في البنوك الفلسطينية، "وبعد جمع التبرعات يشتري العاملون في الجمعية المواد اللازمة لإعداد الوجبات التي تُطهى عبر طباخين موظفين في الجمعية وآخرين متطوعين في مطبخ "زعفران" التابع لها".
فالجمعية تحول المطبخ الذي هو بالأساس مرفق لإدرار الدخل للجمعية، إذ تبيع الوجبات المصنوعة فيه طوال العام لمطبخ خيري في شهر رمضان المبارك، ينتج ما يتراوح بين (400-500) وجبة يوميًا على العائلات المتعففة.
والحملة يعمل بها موظفون مثبتون بالجمعية وآخرون متطوعون، "ونحن نستهدف عمومًا المناطق المهمشة والمحاطة بالاستيطان كالنبي صموئيل وبيت إجزا والعوجا وعرب الجهالين وغيرها من المناطق التي تعاني أوضاع معيشية صعبة" يتابع الجمل.
ويلفت إلى أن هذا العام اختارت الجمعية تعزيز صمود المناطق التي تضررت من عدوان الاحتلال فكانت المستهدف الأول للحملات الخيرية الأربعة التي تقوم بها سنويًا، وه: "دفّء جارك" و"فطّر جارك" والأضاحي وكسوة المدارس، "ركزنا عليها في هذا العام في حملة دفّء جارك وتوزيع الأغطية الشتوية والآن نركز في رمضان وسيكون لها نصيب الأسد في الحملتين القادمتين".
وعن كيفية الوصول من الجمعية للفقراء في المناطق المهمشة، يقول الجمل:" نتواصل مع نشطاء هناك يزودونا بأسماء الأسر الفقيرة وأعدادها، ونعد الوجبات التي يحتاجونها، ثم نوصلها للحواجز الإسرائيلية هناك ويتولى هؤلاء النشطاء توزيعها داخلها".
ولمعرفة القائمين على الحملة بالعقبات التي يمكن أن تواجههم في أثناء توصيل الوجبات بسبب حواجز وإجراءات الاحتلال فإن طهو الوجبات يبدأ في وقت مبكر يوميًا، "نبدأ العمل منذ الساعة العاشرة صباحًا وينتهي في الثانية ظهراً، ثم تستلمه سيارات التوزيع للمناطق المستهدفة بحيث نحاول توصيلها بحدود الساعة الرابعة والنصف عصرًا كأقصى حد".
ويستدرك الجمل بالقول:" لكن أحيانًا معوقات الاحتلال وإجراءاته التعسفية تؤخرنا عن هذا الموعد، لذلك نحن نأخذ أكبر قدر من الإجراءات التي يمكن أن تضمن وصول تلك الوجبات دافئة في حال عرقلة الاحتلال لنا".
وعن نوعية الوجبات التي يتم طهوها، يقول الجمل:" غالبًا ما تكون دجاج مع أرز أو كفتة مع بطاطا أو أوزي أو كبسة أو مندي وجميع الوجبات تكون مصحوبة بلبن أو تمر".