فلسطين أون لاين

وسط البلدة القديمة بنابلس

تقرير "مبرة الخير" تكية الفقراء والعجزة ومرافقي مرضى غزة

...
"مبرة الخير" تكية الفقراء والعجزة ومرافقي مرضى غزة
نابلس-غزة/ مريم الشوبكي:

من الساعة السابعة صباحًا يبدأ طباخو "مبرة الخير" في البلدة القديمة بنابلس تحضير العشرات من الوجبات الساخنة لتوزيعها مجانًا على المحتاجين والعجزة وعابري السبيل، والفقراء في حارات البلدة القديمة يوميًا على مدار العام.

وما أن ينتهي الطباخون، يأخذ المتطوعون دورهم في تعبئة وتغليف الوجبات الساخنة، ووضعها على أرفف خشبية يحمل كل منها اسم حارة من حارات البلدة لرصّ الوجبات، وربطات الخبز الطازج حسب عدد العائلات المحتاجة في كل منها.

ومطبخ "مبرة الخير" يعد أحد التكايا الخيرية الموجودة في وسط البلدة القديمة في مدينة نابلس ويديره جمعية المركز الاجتماعي، وتأسس في إبريل 2015 بهدف تقديم وجبات غداء يوميًا لمحتاجي وأيتام البلدة القديمة طيلة أشهر السنة، ووجبة إفطار وسحور في شهر رمضان.

يبين مدير المشاريع في جمعية مبرة الخير الخيرية في البلدة القديمة بنابلس عدنان عودة أن المطبخ تأسس للحاجة الشديدة لدى شريحة واسعة تعيش في فقر مدقع داخل حارات البلدة القديمة، ومخيمات نابلس.

ويوضح أن المبرة تستهدف النساء وذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى وخاصة مرضى فقر الدم، والأيتام وعابري السبيل من طلاب المدارس، وغير المقيمين، ودور العجزة، إضافة إلى مرافقي مرضى قطاع غزة في مستشفى النجاح.

وتحت شعار "ألّا يبيت في نابلس جائع" يقدم مطبخ "مبرة الخير" وجباته المجانية لأكثر من 520 فرد يوميًا، بواقع 300 عائلة أسبوعيًا وتوفير وجبة لكل شخص فيها، بهمّة أربعة طباخين، وعشرات المتطوعين من الموظفين وطلاب المدارس وأفراد من نابلس، وعدد من الجمعيات الخيرية، وفق ما قاله عودة لـ"فلسطين".

ويوضح أن بعض المستفيدين يتوافدون لاستلام وجباتهم ما بين الساعة 12 حتى 2 ظهرًا، وبعض العائلات كملاجئ العجزة، ومرافقي المرضى الغزيين في مستشفى النجاح، يتعذر عليها الوصول إلى المطبخ لذا يتولى فريق من المتطوعين توصيل الوجبات بسياراتهم الخاصة.

قاعدة بيانات

ويلفت عودة إلى أن "مبرة الخير" يهتم بتقديم وجبات صحية مغذية، وساخنة يوميًا، تلبي احتياجات الناس فهي تتنوع ما بين اللحم، والدجاج، والسمك، والخضروات والفواكه، والألبان، والخبز، وزجاجات المياه المعدنية.

وعن كيفية الوصول إلى العائلات المستفيدة، يذكر أنه يُعتمد على قاعدة البيانات التي ترسلها وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى وجود قاعدة بيانات خاصة بالجمعية، والباب مفتوح أيضًا لأي شخص محتاج للطعام في أي وقت.

ويشير عودة إلى أن الجمعية تتبع خطة توزيع الوجبات على كل عائلة مرتين أسبوعيًا، لضمان وصول الوجبات لعدد كبير من المحتاجين.

أما بخصوص مصادر تمويل مطبخ مبرة الخير، فينبه إلى أنه يعتمد على التبرعات المحلية الصرفة، 95% منها مقدمة من ذوي الأيادي البيضاء في مدينة نابلس على مدار سنوات تأسيسها الثمانية، إذ يقدمون المعونات المادية والعينية.

ويحرص القائمون على المطبخ على إعداد المأكولات الفلسطينية الشعبية كالمسخن، والعرايس، والمفتول، والمنسف، والكفتة بالطحينة، والبندورة.

ويقول عودة: "تلبية للاحتياجات المتزايدة على الوجبات، بسبب ارتفاع نسبة الفقراء نظرًا للأوضاع الاقتصادية الصعبة في فلسطين، وغلاء المعيشة، رفعت مبرة الخير سقف الوجبات التي كانت تقدمها منذ 2015 والتي كانت تقتصر على 270 وجبة، تضاعفت اليوم لتتخطى 520".

ويضيف: "أما في شهر رمضان تُقدم ثلاث وجبات ونصف للعائلات المحتاجة، ولا تقتصر على وجبات الإفطار، بل السحور، والفواكه، والحلويات التي تقدم من متبرعين، إذ تتعدى 1250 وجبة يوميًا".

ويلفت عودة إلى أن أعمال جمعية المركز الاجتماعي، ذات طابع إغاثي وتنموي، ويعملون في التنمية المستدامة عبر مشاريع تهم البيئة المحلية، كدروس التقوية والتوعية التي تنظم داخل المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية وروضة الأطفال التابعة للجمعية.