فلسطين أون لاين

تقرير "مرابطات عن بُعد".. فتيات عربيات ينصرن القدس بالوعي

...
"مرابطات عن بُعد".. فتيات عربيات ينصرن القدس بالوعي
عمّان-غزة/ هدى الدلو:

تحرص المرابطة المقدسية نور الجبر من الأردن على متابعة أحداث مدينة القدس المحتلة على مدار الساعة، وتقول إنها تنطلق من قناعة كبيرة بأن كل إنسان مرابط على ثغره بإبداعه وبطريقته، فالنصرة لها الكثير من الطرق.

الجبر هي إحدى مشرفات فريق "مرابطات عن بُعد"، ويضم مجموعة من الفتيات اللاتي تطوعن للتعريف بالقدس والمسجد الأقصى وما يجري فيهما من أحداث وانتهاكات إسرائيلية.

وتوضح أن الفريق تأسس في 13 يوليو/ تموز 2020، وانطلق بفيديو بعنوان "رجعولي حجابي"، وهو فيديو تضامني مع المرابطة هنادي الحلواني ونساء فلسطين المعتقلات، وقد نشر الفيديو وترجم بعدة لغات.

وشهدت الجبر على كل مراحل تشكل الفريق وتطوره، فقد بدأ بمجموعة من الفتيات همّهن نصرة مسرى رسولهن، ثم أصبحن داعيات إلى الرباط في ثغره، وأقسمن ألا يتوانين عن نصرته، وهي اليوم مشرفة مساندة للفريق.

وتبين أن أعضاء الفريق فتيات عربيات من أنحاء العالم مهتمات بالشأن الفلسطيني والمقدسي وقد تجاوز عدد المنضمات 5000 عضوة حاليًا من 31 دولة مثل الأردن واليمن ولبنان والكويت وموريتانيا والعراق والمغرب إضافة إلى فلسطين، والجزائر وغيرها.

وتتراوح أعمار المشاركات بين 12 إلى 70 عامًا، مهتمات بنشر أخبار ومواضيع القدس والمرابطات ومحتوى داعم للقضية وما تحتاج إليه الساحة في الوقت الحاضر وفق مواعيد محددة.

وتلفت الجبر إلى أن انضمامها للفريق غيّر شخصيتها 180 درجة، ووضعها أمام تجارب عديدة أهمها "سعة الاطّلاع على المقدسات الإسلامية في فلسطين وتاريخها وواقع الصراع، وغاية أعظم، وفكرٌ أمكن!".

وتقول: "لا أخفي أن المشاعر في البداية كانت متخبطة جدًا بين خوفٍ وفرح، تعرفت إلى الكثير من الفتيات الصالحات وتعاهدنا ألا نحيد عن هدفنا وهو أقصانا، عدا عن ذكريات وتجارب عديدة خضتها مع فريقي، حتى بت لا أتخيل نفسي دون مرابطات عن بعد".

وتردد مع فريقها "بُعدنا هو وقود النصرة، وكل إنسان يستطيع أن يرابط من مكانه بثغره وإبداعه وبطريقته، فالنصرة لها الكثير والكثير من الطرق".

وتوضح الجبر أن الفريق يهتم بأعضائه من خلال تنظيم المعرفة وإشراكه في محاضرات توعوية عن القدس، وكذلك من خلال نشر الأحداث العاجلة حول أي تطورات تتعلق بالمدينة عبر مجموعة خاصة بالفريق.

وتبين أن "مرابطات عن بعد" يهدف إلى غرس القضية الفلسطينية والمقدسية في نفوس العضوات معرفيًا وعاطفيًا، حتى تكون كل واحدة فيهن مرابطة على أرضها أينما كانت.

وللفريق صفحات خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي تعمل على نشر إنتاجات الفريق واللقاءات المقدسية التي ينظمها، "لتعم الفائدة ويصلن للهدف المنشود بنشر الوعي على أوسع نطاق، وإعداد جيل محرر، ولفت نظر العالم لما يحدث في القدس خاصة وفلسطين عامة"، كما تخبر.

تفاعل يومي

المصرية مريم أحمد (22 عامًا) واحدة من أعضاء فريق "مرابطات عن بعد"، وهي طالبة جامعية تتفاعل يوميًا مع المهام التي تنشرها المرابطات.

تقول: "انضممت إلى الفريق من خلال صديقة لي على منصة إنستغرام، حيث كانت تنشر بشكل يومي مهمات الفريق، وتضع في آخر المنشور رابطا للتسجيل والمشاركة. أعجبت بالفكرة والتحقت به، وكان أجمل شيء حصل في حياتي".

ولخدمة المسجد الأقصى ودينها وقضيتها التحقت بالفريق، وتبين أحمد أن مهمة الفريق لا تقتصر على نشر الأخبار اليومية عن فلسطين والمسجد الأقصى، "فالانضمام للفريق فتح آفاقًا كثيرة مع القرآن والتثقيف بالمعلومات المختلفة، وعمل الخير ومساعدة الغير، ومتابعة هموم الأمة وأكون من  جند التحرير بإذن الله وجيل التغيير".

وتقول: "صحيح أننا لسنا من سكان القدس ولكن بإمكاننا إحداث تأثير من مكاننا وأن نأخذ أجر الرباط وإن لم نجسد ذلك فيزيائيًّا بالوقوف على أبوابه والصلاة في ساحاته، هناك أشكال أخرى من الرابط كالجانب الإعلامي والمعرفي وغيرها".

بينما آية المصري من الأردن، فهي إحدى المرابطات الصغيرات إذ لا يتجاوز عمرها (16 عامًا) وقد التحقت بالفريق منذ عامين لتعبر عن حبها للأقصى وتشعر بقربها منه ودفاعها عنه.

وقد أوكل الفريق إلى المصري مهمة نشر الأحداث التي تجري في الأقصى وما يعيشه المقدسيون من أوجاع بفعل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه.

وتقول: "يجب على كل عربي ومسلم أن يتحمل المسؤولية تجاه فلسطين وقضيتها والعمل على تحريرها ونصرتها، ونقل الحقيقة بقدر المستطاع".