تسود حالة من الترقب الحذر في جنوب لبنان، مساء الخميس، بعد إطلاق عشرات الصواريخ من بلدة "القليلة" باتجاه مناطق شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتنفذ قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" دوريات كل نصف ساعة حول المنطقة التي أطلق منها الصواريخ والتي تبعد من 12 إلى 16 كلم من الحدود حسب تقديرات محلية.

ورصدت وكالة الأناضول حالة من الترقب والحذر للأهالي في جنوب لبنان، حيث شهدت الطرقات حركة سير تكاد تكون معدومة سوى لسيارات الصحفيين والشرطة والجيش اللبنانيين.

وينتشر في المكان القريب من إطلاق الصواريخ في سهل القليلة والذي تنتشر فيه أشجار الموز والليمون بالصحفيين الذين ينتظرون أي تطور قد يحدث نتيجة التهديدات الاسرائيلية بالرد على الصواريخ.

وعما جرى، يروى شهود عيان من سكان القليلة، أن مجهولين أطلقوا عدة صواريخ باتجاه (اسرائيل) قبل أن ينسحبوا تحسبا من رد اسرائيلي سريع بقصف المكان الذي انطلقت منه الصواريخ.

وبينما لم تتبن أي جهة لبنانية المسؤولية، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردا على الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى.

وحمل متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، الحكومة اللبنانية وحركة "حماس"، مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان، وقال إنه يفحص أيضًا إمكانية تورط إيران في هذا الحادث.

وعلى مدى ليلتين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلى القبلي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين بالضرب، واعتقلت مئات منهم.

ويقوم الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات يونيفيل بالتحقيقات لمعرفة الجهة التي تقف وراء الحادث.

كما أعلنت يونيفيل أنها أصدرت أوامرها إلى موظفيها المدنيين والعسكريين بالتوجه إلى الملاجئ، على خلفية التوتر الحدودي بين لبنان والاحتلال.

وفي وقت سابق الخميس، أطلق أكثر من 30 صاروخا من جنوب لبنان على شمال الأراضي المحتلة، بحسب ما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت هيئة بث الاحتلال الإسرائيلي إن "معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان من طرازي كاتيوشا وغراد"، بينما ذكرت القناة "12" العبرية أن "إسرائيليا أصيب بجروح طفيفة".

وفي هجوم آخر، أطلقت 3 صواريخ إضافية من سهل مرجعيون جنوب شرق لبنان باتجاه مستوطنة المطلة (شمال)، بحسب ما أفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية.

وردا على ذلك، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمدفعية منطقة مفتوحة في محيط الأراضي اللبنانية التي أطلقت منها الصواريخ، دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية.

كما أعلن الجيش اللبناني عن "العثور على صواريخ إضافية جاهزة للإطلاق في محيط بلدتي زبقين والقليلة (جنوب) ويجري العمل على تفكيكها".

ونادرا ما تطلق صواريخ من لبنان على الأراضي المحتلة، لكنها عادة تحدث ردا على التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.