فلسطين أون لاين

خروج النساء لصلاة التراويح في المسجد

...
كبسولات فقهية - تراوييح النساء
غزة/ ضحى حبيب:

فرض الله تعالى صيام أيام رمضان، وسن رسول الله ﷺ قيام لياليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان. 

والتراويح هي الصلاة المأثورة التي يؤديها الناس جماعة في المسجد بعد صلاة العشاء، وطلبًا لتحصيل الأجر والثواب تبادر النساء المسلمات للخروج إلى المساجد في رمضان لأداء صلاة التراويح، فهل يجوز خروجهن للصلاة؟ وهل هناك ضوابط لخروجهن؟ 

سئل عن ذلك الشيخ عبد الله بن جبرين فأجاب: "يجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة، لقول النبي ﷺ: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"، ولأن هذا من عمل السلف الصالح رضي الله عنهم. 

وقال الشيخ يوسف القرضاوي: "إن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها بالمسجد، ما لم يكن وراء ذهابها إلى المسجد فائدة أخرى غير مجرد الصلاة، مثل سماع موعظة دينية، أو درس من دروس العلم، أو سماع القرآن من قارئ خاشع مجيد، فيكون الذهاب إلى المسجد لهذه الغاية أفضل وأولى". 

وعلل ذلك بأن معظم الرجال في عصرنا لا يُفقِّهون نساءهم في الدين، ولعلهم لو أرادوا لم يجدوا عندهم القدرة على الموعظة والتثقيف، "فلم يبقَ إلا المسجد مصدراً لذلك، فينبغي أن تتاح لها هذه الفرصة، ولا يحال بينها وبين بيوت الله"، ولأن كثيراً من المسلمات إذا بقين في بيوتهن لا يجدن الرغبة أو العزيمة التي تعينهن على أداء صلاة التراويح منفردات بخلاف ذلك في المسجد والجماعة.

وقال الشيخ القرضاوي: " ليس من حق الرجل أن يمنع زوجته الذهاب إلى المسجد إذا رغبت في ذلك إلا لمانع معتبر، كأن يكون الزوج مريضاً وفي حاجة إلى بقائها بجواره أو يكون لها أطفال صغار يتضررون من تركهم وحدهم في البيت مدة الصلاة، وليس معهم من يرعاهم، ونحو ذلك من الموانع والأعذار المعقولة". 

ووضح الشيخ عبد الله بن جبرين ضوابط حضور المرأة للتراويح منها أن تكون متسترة، متحجبة، غير متطيبة أو مستعطرة، لا ترفع صوتها ولا تبدي زينتها لقول الله تعالى: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" (النور: 31)، وأن تبتعد عن الرجال وتنصرف فور تسليم الإمام وألا تتأخر إلا لعذر. 

وذكر أنه لا يجوز اصطحاب الأطفال دون سن التمييز، لأن الطفل عادة لا يُملك عن العبث ورفع الصوت وكثرة الحركة، ومع كثرة الأطفال يحصل إزعاج للمصلين، وإضرار بهم، وتشويش كثير بحيث يصعب على المصلي أن يُقبل على صلاته، والأولى أن يحترم المسلم المساجد وأهلها فيحترز عن إحداث ما يفوت الخشوع على الناس. 

وقال الشيخ عبد الله بن جبرين: "لا مانع أن تخرج المرأة للمسجد وحدها إذا كان خروجها بإذن زوجها، والتزمت بالضوابط السابقة وأمنت الطريق".