"أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصه" مثل نردده حينما يريد الشخص أن يعمل في غير مهنته وهو على غير كفاءة، وللمثل قصة ترويها الحكواتية المقدسية ماجدة صبحي.
يُحكى أنّ خبازًا كبيرًا في السن لديه صانع شاب، وكان هذا الشاب محط ثقة الخباز المسن، ولما تقدم بالخباز المسن العمر قال للصانع الشاب: يا بُني لقد كبرت، ولم أعد قادرًا على إدارة المخبر وأريد منك استلام العمل بذمة وأمانة.
وسأعطيك خبرتي فاسمعها يا ولدي: لكل من أهل هذا الحي عائلة، وهي بحاجة إلى كمية معينة من الخبز، يا بني لا تسرف كي لا يبقى عندك بقايا خبز، واعمل لكل عائلة على قدرها لا تزيد، ولا تنقص رغيفًا واحدًا. أما عني أنا فأنا أريد يوميًا أربعة أرغفة لي وأنا وزوجتي العجوز ومبارك عليك المخبز بما فيه.
بعد فترة من استلام المخبز أعاد الشاب حساباته في توزيع الخبز، فوجد أنّ الخباز المسن هو وزوجته لا يحتاجون إلا لرغيفين يوميًا فأصبح يرسل لهما رغيفين عوضًا عن أربعة.
وبعد فترة، وبينما الشاب يجول في سوق الحي يريدُ شراء دجاجة استغرب أنّه لا يوجد في الحي أي دجاجة، وعاد ليزور الخباز المسن الذي أصبح راقدًا في الفراش لا يقوى على الحركة.
دخل بيت الخباز لأول مرة في حياته ووجد زوجته العجوز تطعم دجاجةً واحدة، وكان لديها قن كبير يتسع لـ20 دجاجة فقال لها: ما هذا يا خالة أين بقية الدجاج؟ قالت: منذ 40 عامًا وأهل الحي يشترون من عندي الدجاج.
ولكن كما ترى لا قوّة لي بشراء الحنطة، والقمح من السوق، وأعتمد على الأرغفة التي ترسلها لنا فأجفف رغيفين كل يوم للدجاج، ونأكل أنا، وزوجي رغيفين، وحينما قلّ ما يأتيني من خبز لم يعد يكفينا مع الدجاج.
فأصبحت أقلل من إطعامهم حتى بدأ عددهم يتناقص إلى دجاجة ادخرتها لنا فلا أستطيع إنتاج دجاج للبيع، لقد حرمت أهل الحي من الدجاج من أجل حساباتك الخاطئة، فأعطي الخباز خبزه لو أكل نصه.