فلسطين أون لاين

تسبب متاعب صحية.. كيف يتخطى الصائم مضاعفات قرحة المعدة؟

...
صورة تعبيرية
غزة/ هدى الدلو:

تعرف القرحة الهضمية بأنها مرض يصيب الغشاء المخاطي لأعضاء الجهاز الهضمي، ويسبب تآكلًا في الجدار المبطن للمعدة والاثني عشر، ما يسبب آلامًا مبرحة.

وتُعدّ حرقة المعدة من المتاعب الصحية المزعجة للغاية التي يعانيها الكثير من الصائمين في شهر رمضان المبارك، فكيف يمكن تجنبها؟ 

يبين اختصاصي أمراض الباطنة والكلى د.رامي مطر أن تآكل الجدار المبطن للمعدة والاثني عشر يحدث نتيجة عدم التوازن في إفراز حمض المعدة بسبب عدوى الجرثومة الملوية البوابية، "أي أن الإصابة بآلية الدفاع عن الغشاء المخاطي في المعدة هي السبب الأساس لتطور القرحة المعديّة".

ويذكر أن عرضها الأساسي هو آلام في البطن، ويمكن ظهوره عند تناول الطعام أو بعد وقت معين، كما أن شدة الألم قد توقظ المريض من نومه، إلى جانب الشعور بالغثيان والقيء، وانخفاض الوزن.

وفي حرقة المعدة يعاني المريض من ألم حارق خلف عظمة القص بعد تناول وجبة دسمة أو أطعمة حريفة.

ويعد تناول الأدوية بكثرة أحد مسببات قرحة المعدة، خاصة الأسبيرين وبعض مضادات الالتهابات الخاصة بعلاج المفاصل، مشيرًا إلى أن تناول مثل تلك الأدوية خاصة بين كبار السن يؤدي إلى ارتفاع نسبة المرضى المصابين بقرحة المعدة ومضاعفاتها.

وبعض الحالات المصابة بقرحة المعدة يظهر عليها بعض المضاعفات، كنزيف في مكان القرحة، وحدوث ثقب في بطانة المعدة في موقع انقسام القرحة، وانسداد الأمعاء.

ويلفت د. مطر إلى أن تشخيص قرحة المعدة بالتنظير الداخلي الذي يعد أكثر الفحوص دقة للجهاز الهضمي العلوي، أو عن طريق الأشعة السينية.

ويعتمد علاج قرحة المعدة على تناول مضادات حيوية للقضاء على الجرثومة المسببة للقرحة، وأخرى مضادة لإفراز أحماض المعدة التي تساعد على التئام القرحة التئامًا أفضل.

وبشأن تأثير قرحة المعدة على الصائم، يبين د. مطر أن الحالات المرضية تشعر بمتاعب صحية ويتوجب عليها استشارة الطبيب لاتخاذ قرار الصيام.

وينصح للتقليل من مضاعفات القرحة في شهر رمضان، بالحرص على تناول وجبة سحور تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين والألياف لتمد الجسم بالطاقة في النهار، وتجنب النوم بعد السحور مباشرة حتى لا يؤدي لحدوث ارتداد في حمض المعدة فيتسبب بعدم الراحة، ولتقليل الضغط على الجهاز الهضمي ومنح الجسم وقتًا كافيًا لإصلاح تلف المعدة.

ويشير إلى ضرورة تجنب الإكثار من تناول الطعام على وجبة الإفطار لمنع زيادة إفرازات حمض الهيدروكلوريك، وشرب اللبن لتهدئة المعدة وتخفيف تأثير الصيام على قرحة المعدة عليها.

وينصح د. مطر مرضى قرحة المعدة بتجنب الأطعمة الدهنية والحارة والحمضيات والمشروبات الغازية والأطعمة سريعة التحضير حيث تساعد الزيوت على تهيج المعدة.

كما لا ينصح مرضى القرحة الهضمية بتناول الحلويات، لأنها قد تزيد الحموضة وبالتالي تضر المعدة، وشرب القهوة وغيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين إذ تساهم في تقليل مستويات السوائل في الجسم والإصابة بجفاف مدة الصيام.

وينبه د. مطر إلى ضرورة الإكثار من شرب الماء والسوائل لتعويض المفقودة ومعادلة حموضة المعدة، والابتعاد عن التدخين فهو أحد أسباب الإصابة بقرحة المعدة، والالتزام بالأدوية والمسكنات الموصوفة بإشراف الطبيب المعالج.