توافق اليوم الذكرى السنوية الحادية عشر لرحيل النائب الشيخ الداعية حامد سليمان جبر خضير البيتاوي من نابلس، والذي توفي في الرابع من نيسان/ أبريل لعام 2012، بعد تدهور صحته إثر خضوعه لعملية في القلب.
ولد الشيخ البيتاوي في قرية بيتا جنوب شرق محافظة نابلس عام 1944، لأسرى ريفية تعمل في الزراعة، ونال شهادة الثانوية عام 1964.
وحصل على الإجازة من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بعمان عام 1968، وحصل على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة النجاح الوطنية بنابلس عام 1991.
وخضع البيتاوي للتحقيق مرات عديدة، ومنع من السفر عام 1982، ثم سجن سنةً عام 1990 في سجني النقب الصحراوي والفارعة، وأبعده الاحتلال عام 1992 إلى مرج الزهور في جنوب لبنان مع 415 فلسطينيا بتهمة الانتماء لحركة حماس.
وعمل موظفاً في المحاكم الشرعية في الضفة الغربية، ثم قاضياً في مختلف مدنها، وشغل منصب رئيس محكمة الاستئناف بنابلس، كما عمل مدرساً في المدرسة الإسلامية بنابلس، ومحاضراً في كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية.
اقرأ أيضاً: 10 سنوات على رحيل رجل العزائم الشيخ "البيتاوي"
وتقلد خطابة المسجد الأقصى المبارك، وشغل منصب رئيس رابطة علماء فلسطين، وانتخب نائبا بالمجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس عام 2006، واعتقل عام 2007 إلى جانب نواب ووزراء آخرين.
وانضم البيتاوي لجماعة الإخوان المسلمين عندما كان طالبًا في المرحلة الثانوية 1962، حيث قرأ رسائل حسن البنا، وتأثر بفكر سيد قطب، وقرأ كثيراً للشيخ يوسف القرضاوي.
وكان لقادة الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة تأثير كبير على تكوينه الإسلامي، ومن هؤلاء عبد الله نمر درويش ورائد صلاح.
وإلى جانب وظائفه في القضاء عمل محاضرا في كلية الشريعة بجامعة نابلس، ثم تقلد خطابة المسجد الأقصى، وعرف بخطبه القوية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما حذر البيتاوي كثيرا من تهويد المقدسات الإسلامية، ولذلك منعه الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة الخطابة، وفرضت عليه الإقامة الجبرية.
وقد أفتى بحرمة جميع أشكال التطبيع مع الاحتلال، وعدّه موالاة لأعداء الله، وشدد على أن فلسطين من بحرها إلى نهرها أرض إسلامية لا حق لليهود فيها، وأن المسجد الأقصى والقدس أمانة في أعناق كل المسلمين جميعًا أينما كانوا.
وجُمعت خطبه المنبريّة في كتاب من جزأين بعنوان "خطب داعية"، وله مصنفات منها: ذكريات شيخ، وحقوق المرأة في الإسلام، وذكريات المبعدين، وصفات اليهود في القرآن، وانتفاضة الأقصى.. أسبابها ونتائجها.
وتوفي حامد البيتاوي في الرابع من أبريل/نيسان 2012 بمستشفى المقاصد الخيري بالقدس المحتلة، نتيجة تدهور صحته إثر خضوعه لعملية في القلب.