قائمة الموقع

العروض التجارية.. عامل جذب للزبائن لشراء ما يفوق احتياجاتهم

2023-04-04T12:17:00+03:00
العروض التجارية

تضج المحال التجارية على اختلاف أنواع بضائعها بالعروض التجارية التي تجذب عيون وآذان الزبائن وتجعلهم يقبلون على الشراء سواء أكانت حاجتهم للبضائع ملحة أم لا، لكن هل تسهم تلك العروض في سد حاجة المواطنين بأقل الأسعار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها قطاع غزة أم أنها لا تتعدى كونها طريقة للتسويق بالنسبة للتجار.

عروض خادعة

المواطنة نداء مهدي ترى في تلك العروض مجرد "دعاية" فقط وليس لها أساس على أرض الواقع، "وحتى لو كانت حقيقية فإنّ التخفيض لا يتعدى شيقلًا أو نصف شيقل في الصنف الواحد، بشكل لا يسهم في سد احتياجات الناس بأسعار أقل، فالأسعار عمومًا مرتفعة جدًا واحتياجات الناس في شهر رمضان كثيرة وهم مُضطرون للاستغناء عن بعضها".

شاطرها الرأي المواطن زكي جعرور الذي عدّ العروض التجارية أسلوبًا خادعًا لاستقطاب الزبائن، "فقد ذهبتُ لأكثر من محل كان قد أعلن عروضًا لأكتشف أنها وهمية، فإحدى السلع قدمها أحد المحال ضمن تنزيلات بسعر 20 شيقلًا، بينما وجدتها في السوق العادي بـ17 شيقلاً، وهكذا دواليك".

من جهتها، اعتبرت المواطنة شيماء العمصي أن عروض المحال التجارية مجرد كلمة للإغراء بينما في الحقيقة السعر ثابت، أو أقل بشيقل أو بنصف شيقل فقط.

وتضيف: "في بعض الأحيان تكون المنتجات لم يبقَ على انتهاء صلاحيتها سوى عدة أيام، وبالتأكيد فإن الأسر المحدودة الدخل لا تستفيد من تلك العروض لأنها غالبًا ما تكون مقتصرة على الشوكولاتة والعصير والمسليات وليس المواد التموينية الغذائية".

شراء بدون وعي

في حين عدّت المواطنة عدلات الشيخ العروض التي تزخر بها المحال التجارية في رمضان مجرد تسويق وعرض للبضائع للفت للانتباه مع بقاء سعرها الأساسي كما هو.

وتقول: "تدعي المحال أن هناك عروضًا وخصومات بالسعر، واستطاعت فعلًا لفت انتباه الجمهور وجذبه إلى سلعها بهذه الطريقة لكن دون فائدة حقيقية تعود على المواطن".

بينما تصف وحيدة أحمد نصر، إعلانات العروض التجارية بأنها "لف ودوران" خاصة في مجال الأدوات المنزلية التي غالبًا ما تكون رخيصة في الأساس ولا تستحق سعرها، وسريعة التلف.

وتلفت إلى أن المحال التجارية الكبرى عندنا تعلن عروضًا لا تكون أرخص من نظيراتها في الأسواق الشعبية الأسبوعية في مختلف مناطق القطاع.

وتشير إلى أن دخول محل تجاري ما سعيًا وراء عرض سيجر معه الزبون لشراء العديد من الأشياء هو ليس بحاجتها، "هذه المحال تبدع في جعل الإنسان يشتري ويدفع وهو سعيد بالأجواء الجميلة التي يوفرونها له، والبضائع المختلفة الأسعار والجودة".

بينما اختلف معهم في الرأي المواطن محمد السموني الذي بين أن هناك عروضًا قد تكون حقيقية خاصة في المتاجر الكبيرة، "لكن في نفس الوقت فإن الإنسان ينقاد وراء العروض ليجد نفسه وسط كم هائل من البضائع مختلفة الألوان والأشكال ما يغريه بالشراء فلا يكتفي بشراء البضائع التي عليها خصم بل يتعداها لغيرها، فيستفيد هذا المحل بشكل كبير من "فيروس الشراء" الذي يُصاب به المتسوق".  

توظيف نفسي

ويعقب المختص النفسي والتربوي إيهاب العجرمي على ذلك بالقول: "العروض التجارية الكبرى تأتي من منطلق المنافسة بين التجار، وهي تستثمر المناسبات الاجتماعية التي يحاول المواطن فيها تلبية احتياجاته بأقل قدر ممكن من النفقات المالية".

ويلفت إلى أن هذه المواسم كشهر رمضان والأعياد والمدارس، تؤثر على نفسية أرباب الأسر في ظل توظيف شبكات التواصل الاجتماعي للإعلان عن العروض، إذ تستخدم المتاجر علم النفس التسويقي لبيع أكبر قدر ممكن من السلع وقد يكون العديد منها لا يلبي احتياجات الناس.

ويوضح العجرمي أن المستهلك يجد نفسه وبدون وعي في هذه العروض فرصة للحصول على أكبر قدر من البضائع بأقل ثمن.

ويشير إلى أنّ التأثير النفسي للإعلانات يعود لحجم المؤثرات المستخدمة فيه، فكلما زادت ارتفع مستوى انجذاب الزبون للبضائع، حتى أن هذه الموجات الإعلانية رسخت عادات جديدة لدى الناس لتصبح بالنسبة لهم أهم من احتياجاتهم الأساسية كزينة رمضان مثلًا.

ومضى العجرمي إلى القول: "كما أن هذه الإعلانات ووصولها للأطفال عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي تجبر رب الأسرة على شراء أشياء غير أساسية تلبيةً لرغبة أبنائه".

ولتحاشي تلك الآثار السلبية فإنّ على المواطن أن يعتمد على التخطيط في إدارة موارده الاقتصادية شهريًّا حتى يتحاشى الوقوع في "فخ العروض"، والانجذاب لأشياء هي في الأساس حاجة غير فعلية له.

في المقابل يعتقد أن الجانب الإيجابي لهذه الطرق التسويقية في جعلها رب الأسرة على معرفة بأفضل الأسعار، منبهًا إلى أنها قد تكون في الإعلان ليست حقيقية.

وينصح العجرمي بألا يذهب أي شخص للتسوق دون كتابة قائمة مسبقة للتسوق، كي يضمن شراء حاجاته الأساسية، وينظم زياراته للسوق فتكون أسبوعية أو شهرية"، مشيرًا إلى أن التخطيط يعتمد على حجم موارد الإنسان الاقتصادية ومقدار وعيه والواقع الذي يعيشه.

اخبار ذات صلة