سلم مستحقو مخصصات الشؤون الاجتماعية رسالة احتجاج إلى بعثة الاتحاد الأوروبي في قطاع غزة، عبروا خلالها عن امتعاضهم الشديد من جراء استمرار حكومة رام الله في التلكؤ في صرف مخصصاتهم المالية لأكثر من 6 أشهر، مطالبين الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي بتحويل مساهماتهم المالية مباشرة إلى حسابات المستحقين.
جاء ذلك على هامش وقفة احتجاج دعت إليها الهيئة العليا للمطالبة بحقوق فقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية، أمام مقر وزارة التنمية الاجتماعية بغزة، تعبيراً عن حالة التأزم الاقتصادي الشديد الذي وصلت إليه أوضاع أسرهم.
وقال المتحدث باسم الهيئة صبحي المغربي لصحيفة "فلسطين:" مضت 6 أشهر على آخر مخصص شؤون اجتماعية قُدم للأسر الأكثر فقراً، وما بين مخصص ومخصص تضيع حقوق الفقراء، إذ لم تلتزم السلطة الفلسطينية صرف كل حقوق تلك الشرائح المهمشة والفقيرة، وذوي الإعاقة والأرامل وكبار السن والأيتام".
وأضاف المغربي "أن وزير المالية شكري بشارة أبلغ وزير التنمية أحمد مجدلاني (في الحكومة برام الله) بأن ملف مستحقات الشؤون ليس على أولويات وزارته في رام الله".
ودعا المغربي الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لمزيد من الضغط على وزارة المالية لصرف مستحقات الشؤون، بل وتحديد سقف زمني لذلك.
وقال:" نهيب بأن يتكفل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي بالصرف المباشر على حسابات المنتفعين عبر التنسيق مع مؤسسات الأمم المتحدة.
وأشار المغربي إلى أن حصة الاتحاد الأوروبي تغطي ما يقارب 66 ألف أسرة مستفيدة.
وناشد القطاع الخاص والمجتمع المدني والقوى الوطنية والإسلامية دعمَ تلك الأسر، مؤكداً استمرار احتجاجاتهم حتى تلبية مطالبهم.
وأشار إلى تخوف منتفعي الشؤون من عودة حكومة رام الله إلى التوقف عن صرف المخصصات كما فعلت حينما أحجمت المساعدة مدة عامين، كما أنها قلصت دورات التوزيع من أربع دفعات إلى ثلاث دفعات.
وصرفت وزارة التنمية الاجتماعية المخصصات آخر مرة في 10 أكتوبر المنصرم، وتتفاوت قيمة المساعدة المالية من أسرة لأخرى حسب حجمها وإعالتها، والمبالغ تتراوح من (700 - 1800) شيقل لكل منتفع.
وكان المنتفعون يأملون أن يتلقوا مخصصاتهم قبل شهر رمضان، غير أن الشهر أوشك أن ينتصف دون ذلك، إذ إن التأخير يزيد من شدة الأوضاع المعيشية المتأزمة لديهم.
وعبر المسن سعدي أبو شرخ عن امتعاضه الشديد من تأخير صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية عن أسرته.
وبين أبو شرخ (70عاماً) لصحيفة "فلسطين" أن مخصصات الشؤون المصدر الوحيد لإعالته ، مبيناً أنه بحاجة ماسة إلى شراء أدويته الخاصة.
في حين دعت المنتفعة عواطف أبو العطا، وزير التنمية الاجتماعية في رام الله إلى الإسراع في صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، فهي تطالب حقها.
وبينت أبو العطا لصحيفة "فلسطين" أن زوجها مريض ومتعطل عن العمل، وأنها عاجزة عن تأمين مستلزمات أسرتها من مأكل ومشرب في الشهر الفضيل إلى جانب قرطاسية المدارس.
وسبق أن صرح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شادي عثمان، بأن الاتحاد حول مؤخراً مساهمته المالية إلى خزينة السلطة المخصصة لصرف مخصصات الشؤون الاجتماعية.
وقال عثمان لصحيفة "فلسطين:" إن الاتحاد الأوروبي حول 26 مليون يورو إلى السلطة الفلسطينية مؤخراً".
وبين عثمان أن موعد صرف مخصصات المنتفعين تُعلن عنها وزارة التنمية الاجتماعية.
ويساهم الاتحاد الأوروبي بنحو (50%) من الدفعة الواحدة التي تصرف للمستفيدين من الشؤون الاجتماعية، في حين تدفع السلطة النصف الآخر من موازنتها.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يشهد أوضاعا اقتصادية صعبة من جراء استمرار فرض الاحتلال حصاره على القطاع، وقلة السيولة النقدية، وانعدام فرص التشغيل.