كشف الخبير المقدسي د.جمال عمرو عن الخطورة الكامنة لمحاولات الاحتلال السيطرة على منطقة باب الرحمة، والمؤشرات على الأرض للسيطرة على هذا الباب وعزل المنطقة عن سائر ساحات المسجد الأقصى.
وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": "هناك مخطط مرعب ، تحاول فيه سلطات الاحتلال الاستعجال في السيطرة الكاملة، ففي عام 2016 سيطرت شرطة الاحتلال الاسرائيلية على مفاتيح باب الرحمة، من خلال استدعاء احد موظفي الأوقاف لفتح الباب والدخول الى القاعات والتي كانت تستخدم مقرا لمكاتب الاوقاف ولجنة الزكاة، وبعدها صادروا المفاتيح وأغلقوا الباب ومنعوا أي استخدام او اشغال له منذ ذلك الوقت ويتم تمديد امر الاغلاق كل ستة أشهر ".
وأضاف: "باب الرحمة من اجمل الابواب وهناك باب الرحمة وباب التوبة من الخارج تم اغلاقها من جهة حجارة سور القدس، ومن الداخل قاعات مبنى باب الرحمة، ومن خلال عملي في مجال الهندسة عرضت خرائط تفصيلية لمنطقة باب الرحمة للحكومة الاردنية من اجل الاطلاع على مخططات الاحتلال لهذا الباب والمنطقة المحيطة بها والتي تقدر مساحتها بثمانية دونمات، ويحظر الاحتلال على الأوقاف ازالة الاتربة التي هي نتاج الاعمال التي كانت داخل المصلى المرواني قبل قرابة العشرين عاما الماضية".
ولفت عمرو إلى أن الاحتلال يعتبر المنطقة الشرقية التي يطل عليها باب الرحمة, منطقة ذات قيمة جغرافية مهمة لإقامة اول كنيس توراتي ويكون مدخله من مقبرة باب الرحمة بعد فتح الباب المغلق منذ زمن الناصر صلاح الدين الايوبي.
وأوضح أن تلك الخطوة ستكون اولى خطوات بناء هيكلهم المزعوم نحو قدس الاقداس وهي قبة الصخرة، وعند الاقتحامات يؤدي قطعان المستوطنين مع حاخاماتهم صلوات الحاجة حسب خرافاتهم ويمرغون اجسادهم بالتراب، ويمنعون حراس الاقصى من مرافقتهم في تلك المنطقة.
واشار عمرو الى ان الاحتلال يلجأ الى طريقة خبيثة من خلال تفعيل القضاء ورفع دعوى على الاوقاف لاستغلالها منطقة باب الرحمة واشغالها طوال الفترة السابقة فهم استولوا على المفاتيح ثم يخططون لفتح الباب المغلق والآن يستخدمون القضاء في المعركة كي يتم ادانتها مستقبلا وتحويل المعركة من سيطرة ومصادرة الى معركة قضائية وهمية.
وختم عمرو قائلا: "تم ضبط افراد من الجماعات المتطرفة في السابق وهي تقوم بحفر نفق اسفل باب الرحمة وايضا محاولات تسلق ، فهذا الباب بالنسبة لهم من اهم الابواب التي يجب تهويدها كمقدمة لبناء كنيس في المنطقة الشرقية ومسار توراتي يلتقي مع المسار التوراتي الذي يبدأ من باب المغاربة وينتهي عند المنطقة الشرقية ثم يتجه نحو قبة الصخرة الى باب السلسلة وسيصبح المسجد الأقصى بين فكي كماشة بين باب المغاربة غربا وباب الرحمة شرقا ، ودولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط تحذيرات دولة الأردن واحتجاجات الاوقاف .
وفي السياق، حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من محاولة الاحتلال الانقضاض على المسجد الأقصى بتكرار الهجمة التي وقعت في 14 يوليو/ تموز الماضي، حينما أراد إرساء وضع إداري جديد في المسجد بنصب بوابات إلكترونية على مداخله، أفشلتها المقاومة الشعبية للمقدسيين.
وقال صبري لصحيفة "فلسطين": "علينا أن نكون حذرين حتى لا نفاجأ بأي إجراءات من قبل الاحتلال ضد الأقصى، لأنه لن يتوقف عن أطماعه، وهو يحاول المرة تلو الأخرى تنفيذ مخططاته".
ولفت إلى أن إجراءات الاحتلال بالمدينة المقدسة تستهدف فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى، ورفع يد المسلمين عنه.
وكانت سلطات الاحتلال طردت في الخامس من الشهر الجاري عائلة شماسنة من منزلها في زقاق معروف باسم "كبانية أم هارون" في حي الشيخ جراح، في حين ما زال خطر الطرد والإخلاء يتهدد 45 عائلة في المنطقة ذاتها.
وبين صبري أن اجراءات الاحتلال بعد 27 يوليو/ تموز الماضي بالسيطرة على بيوت المقدسيين "تبدو انتقامية وعقابا جماعيا" خاصة في منطقة الشيخ جراح وحي سلوان شرقي القدس المحتلة.
وأوضح أن سلطات الاحتلال زادت من أعداد المبعدين عن المسجد الأقصى، وعد ذلك محاولة منه للتغطية على فشله في خلق واقع جديد بالقدس عبر سلسلة من الإجراءات القاسية لاضطهاد المقدسيين لاسيما القاطنين حول الأقصى.
إلا أن خطيب المسجد الأقصى، شدد على ثبات المقدسيين واستعدادهم لمواجهات خطوات الاحتلال العدوانية دون اكتراث بها "فهم حريصون على الأقصى ومنازلهم، فمواقفهم ثابتة صلبة".
وعن تأثير غياب الدعم العربي على صمود المقدسيين، قال صبري: "إن المقدسيين من خلال تجربتهم لا يعولون على الموقف العربي والإسلامي تجاه القدس".
واستدرك قائلاً: "لكن في الوقت الذي نعتمد فيه على أنفسنا نحمل المسؤولية للأمتين العربية والإسلامية تجاه ما يحصل بالقدس، وإذا انحرفت بوصلة العرب عن القدس فهذا لا يعني أننا توقفنا عن المقاومة".
وأكمل خطيب الأقصى فيما يتعلق بتقرير المرجعيات الدينية حول الأضرار التي لحقت بالأقصى خلال فترة اغلاقه من قبل الاحتلال طيلة مدة هبة المقدسيين التي استمرت من 14-27 يوليو الماضي، بأن التقرير أشار إلى أنه لا يوجد نقص بالمقتنيات والوثائق والمخطوطات.
وأشار إلى وجود إتلاف وبعثرة لمحتويات ومرافق بالأقصى، بالإضافة لإتلاف أجهزة حاسوب، خاصة مركز إحياء التراث، ومركز المخطوطات والمتحف الإسلامي والأرشيف، وما يتعلق بالملفات والمحاكم الشرعية والوقفيات.
وكان المقدسيون حققوا بمقاومة شعبية صلبة انتصاراً تاريخياً على سلطات الاحتلال بعد انتفاض عشرات الآلاف منهم رفضًا لمحاولة الاحتلال تركيب بوابات إلكترونية على مداخل وبوابات المسجد الأقصى.