قائمة الموقع

هل يلتقط "عباس" مواقف حماس الأخيرة بشأن المصالحة؟

2017-09-13T05:23:09+03:00
محمود عباس (الأناضول)

شكك محللان سياسيان، في إمكانية التقاط رئيس السلطة في رام الله محمود عباس، مواقف حركة حماس الأخيرة الصادرة من العاصمة المصرية القاهرة بشأن ملف المصالحة، ودفعها للأمام، مرجحين استمرار عباس في مواقفه الجامدة تجاه هذا الملف لأسباب متعددة وأن لا يجري عليه أي تغيير خلال الأيام القريبة القادمة.

وأصدرت حركة حماس في ظل لقاء قيادتها ورئيس مكتبها السياسي بوزير المخابرات المصرية أول من أمس، بيانا أبدت استعدادها الفوري لعقد جلسات حوار مع حركة "فتح" في القاهرة لإبرام اتفاق وتحديد لآليات تنفيذه بما يخص المصالحة، إلى جانب تأكيد استعدادها لحل اللجنة الادارية "فورا"، وتمكين "حكومة الوفاق الوطني"، من ممارسة مهامها وإجراء الانتخابات.

وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن مواقف حماس التي صدرت من القاهرة "ليست جديدة" على سُلم المصالحة، وأن المتابع لأدبيات الحركة وخطابها يرى أن هذه المواقف دائمة ومتكررة، ومؤكدة على استراتيجية تحقيق المصالحة، والذهاب للانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى شأن الفلسطينيين تقوم على أساس الشراكة.

وشدد الصواف لصحيفة "فلسطين"، على أن مشكلة تعثر المصالحة ليست عند حماس بقدر ما أنها بمجملها في جعبة رئيس السلطة، مشيرًا إلى أن الأخير يريد أن يسير الجميع وفق رؤيته السياسية ووفقا لاتفاق أوسلو، وأن يمارس "ديكتاتوريته" بصورة مطلقة، مع عدم الاستماع لرأي الكل الفلسطيني.

وشكك في إمكانية تحقق المصالحة، وأن يلتقط عباس مواقف حماس الجديدة، والاستجابة لمبدأ الشراكة السياسية، سيما وأنه السبب في تعطيل المصالحة مرارًا، عازيًا ذلك لـ"عقلية" رئيس السلطة، ومحاولة محافظته بصورة مستمرة على رضا واشنطن.

ونبه الصواف إلى أن مطالبة عباس لحركة حماس بحل اللجنة الادارية التي تدير قطاع غزة، ليست إلا "شماعة" يحاول عباس عبرها التهرب من استحقاقات المصالحة، مشيرًا إلى أن عُمر اللجنة الإدارية لم يزد عن 6 شهور، فيما أن اتفاق الشاطئ سبق عمل هذه اللجنة بكثير ولم ينفذ "عباس" أيا من بنوده.

من جانبه، رأى المحلل السياسي خالد عمايرة أن إبداء حركة حماس استعدادها من قلب العاصمة المصرية حل اللجنة الإدارية، وابداءها الاستعداد لعقد جلسات للحوار الوطني لإنهاء الانقسام يمثل تعهدًا صريحًا للقيام بخطوات من شأنها انجاز هذا الملف ودفعة من منطقة التعثر بما تمتلكه من إمكانيات.

ونبه عمايرة، إلى أن خاصية كبيرة تغلفها تصريحات حماس من القاهرة بشأن المصالحة، وتعد بمثابة تعهدات صارمة أمام مصر بتحقيقها والالتزام بتنفيذها، غير أن عمايرة شكك في إمكانية إحداث اختراق يبنى على هذه التصريحات من قبل رئيس السلطة "عباس".

وأضاف لصحيفة "فلسطين": "عباس وفتح ليسا في أفضل أحوالهما لتحقيق المصالحة، والذهاب نحو التقاط تصريحات حماس الأخيرة والذهاب بها نحو انهاء الانقسام"، لافتا إلى أن إجراءات عباس ضد قطاع غزة المنفذة منذ عدة أشهر زادت من "تخمة" الانقسام.

ولفت عمايرة إلى أن السلطة ممثلة برئيسها مكبلة بالكثير من السياسات الملزمة لها بالبقاء ضمن مسار سياسي محدد، مع عدم الخروج عنه مطلقا، وذلك ضمانًا لوجودها والانتفاع بما تعطى من الأسرة الدولية من منح أو أموال.

ونبه إلى حدوث الكثير من الاتفاقات في شأن المصالحة والتي بدأت على مدار السنوات الماضية كالتي جرت في مكة والدوحة والقاهرة وغزة، ولم تجد هذه الاتفاقات مكانا من حيث التنفيذ لأسباب غير مقنعة على الإطلاق.

اخبار ذات صلة