فلسطين أون لاين

تقرير خاطر: حصر الاعتكاف في الأقصى بأيام محددة خطيئة سياسية ستجلب كارثة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

اعتبر مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر قرار دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة حصر الاعتكاف في المسجد الأقصى بالعشر الأواخر من شهر رمضان وليلتَي الجمعة والسبت "خطيئة سياسية وخضوعًا لابتزاز سلطات الاحتلال".

ولفت خاطر في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أنّ القرار ليس موقفًا دينيًّا، ولا يمتُّ للدين الإسلامي بأيّ صلة، بل جاء نتيجة مشاورات سياسية تمّت في لقاء العقبة، إذ يتساوق مع مخططات الاحتلال في تفريغ المسجد الأقصى من المصلين.

ووصف قرار الأوقاف بـ"الأعمى" وغير الصحيح، كونه يضعف حضور المسلمين داخل المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان، وخاصة العشر الأواخر المتوقع أن يكون فيها اقتحامات كبيرة للمسجد من قطعان المستوطنين.

ونوّه إلى أنّ قرار دائرة الأوقاف سيجلب كارثة للمسجد الأقصى، محملًا إياها مسؤولية ما يترتب عليه، سواء من ارتقاء شهداء أو سقوط جرحى، أو دخول المصلين بمواجهات مع قوات الاحتلال.

وأوضح أنّ قرار إغلاق المسجد الأقصى أمام المعتكفين في شهر رمضان جاء في وقت حساس، حيث ستكون له ارتدادات سلبية على الشارعين الفلسطيني والأردني، متوقعًا حدوث تحرك من الأردنيين في حالة تم المسّ بكرامة الأقصى.  

وأضاف خاطر أنّ دائرة الأوقاف في القدس خضعت لسياسة الابتزاز المفروضة عليها من الاحتلال، وكان يجب عليها رفض أيّ طروحات منه، ومواصلة فتح المسجد الأقصى للمعتكفين طيلة أيام شهر رمضان المبارك.

وحذر من أنّ وقف الاعتكاف داخل المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر وتحديده بأيام معينة يُعدُّ خطيئة كبيرة، وعواقبه ستكون كبيرة على المسجد الأقصى خلال الأيام القادمة.

وأردف أنّ قرار الأوقاف سيعطي مبررًا لسلطات الاحتلال لإخلاء المعتكفين داخل المسجد الأقصى بالقوة خلال العشر الأواخر ومواجهتهم، تطبيقًا لقرارها، وهو ما سيؤجّج الأوضاع في مدينة القدس خلال الفترة القادمة.

وشدّد على أنّ المطلوب من دائرة الأوقاف التراجع عن قرارها، وألا تدخل في اللعبة القائمة، وأن تتعامل مع المسجد الأقصى وفق تعاليم الدين الإسلامي، وفتح باب الاعتكاف أمام المعتكفين، كالمسجد الحرام والمسجد النبوي طيلة أيام شهر رمضان.

ورأى أنّ هناك بعض المسؤولين في دائرة الأوقاف لديهم القدرة على اتخاذ موقف حر، والتراجع الفوري عن قرار حصر الاعتكاف بيومين داخل المسجد الأقصى، والوقوف إلى جانب المصلين والمعتكفين.

وذكر أنّ قوة دائرة الأوقاف في مدينة القدس تُسند إلى قوة الشارع المقدسي والمصلين والمعتكفين داخل الأقصى، وليس لأيّ قوة سياسية أخرى، أو ابتزاز الاحتلال.

اقرأ أيضًا: الراميني يدعو لحشد الجهود والتصدي لقرار منع الاعتكاف بالأقصى

كما عدّ خاطر إغلاق أبواب المسجد الأقصى أمام المعتكفين بعد صلاة العشاء تواطؤًا مع الاحتلال، وسيُسهّل على المستوطنين إدخال القرابين إلى المسجد المبارك خلال الأيام القادمة.

قمة العقبة

وحول الحديث عن وقوف المجتمعين في "قمة العقبة" وراء قرار إغلاق المسجد الأقصى أمام المعتكفين، أكد خاطر أنّ من جلس في العقبة لا يملك أيّ قرار تجاه الأقصى، كما لم يسبق أن أدى صلاة واحدة فيه.

وأضاف: دائمًا حين يتم الحديث عن حاجة القدس إلى ميزانيات وأموال أو أي قرار آخر، يأتي الرد من السلطة أنّ موضوع القدس مؤجّل إلى المفاوضات النهائية، والآن يقحمون أنفسهم في موضوع المسجد، فما يحدث سيؤدي إلى مزيد من السخط والغضب، وستصل أصداؤه إلى جميع أنحاء فلسطين.

وبيّن مدير مركز القدس الدولي أنّ ما يحدث "عبث وقصور في النظر"، وأنّ المطلوب من السلطة الابتعاد عن القدس وعدم إقحامها في مفاوضاتها مع الاحتلال.

وأكد أنّ المقدسيين سيُفشلون مخططات النيل من المسجد الأقصى، كما نجحوا سابقًا في رفع البوابات الحديدية وفتح مصلى باب الرحمة.