وجه مجموعة من الحاخامات اليهود دعوات صريحة لاقتحام المسجد الأقصى بدءًا من الأربعاء القادم، والجديد فيها هو إقامة صلوات تلمودية وذبح القرابين، وإعلان مسابقة دينية يهودية، ومكافأة مالية لمن يشارك في هذه الطقوس.
هذه الاستفزازات التي يعلنها المستوطنون في القدس في شهر رمضان، تؤشر على أن المتطرفين متمسكون بتفجير الأوضاع في شهر رمضان، وتكرار ما حدث في رمضان قبل عامين في 11/5/2021، عندما قررت المقاومة في غزة وضع حد لاعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى، والفلسطينيين في حي الشيخ جراح.
يسطر على المتطرفين اليهود فكرة انتهاز الفرصة بوجود حكومة نتنياهو المتطرفة، التي يشارك فيها أصدقاء الحاخامات بن غفير وزير الأمن القومي، وزعيم المستوطنين سموترتش، وأن الظروف مواتية للتقدم نحو تنفيذ المخطط بهدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم.
التصريحات التي أدلى بها وزير المالية اليهودي المتطرف سموترتش ضد الشعب الفلسطيني، ورفعه لخريطة تضم الأردن وأجزاء من سوريا ، وهي خريطة دينية تقوم على فكرة السيطرة على ما بين النهرين، نهر النيل ونهر الفرات، وهو سابقًا من زعماء المستوطنين الذين يؤمنون بالضفة الغربية بأنها أرض يهودية، وهو من يقف خلف إعادة احتلال المستوطنات الأربع التي انسحب منها الاحتلال في أيلول 2005، في أثناء الانسحاب من غزة، ومبدأت المطالبة لهم بالسيطرة على إدارة الضفة الغربية لتوسيع الاستيطان، وتأمين توسيع المستوطنات، وإقامة مستوطنات يهودية في الضفة الغربية.
نحن أمام حكومة متطرفة تقوم على مبدأ ديني متطرف، يعتمد على قتل الأطفال والنساء كما حدث مع محمد أبو خضير، وعائلة دوابشة، ويؤمنون بأن الهيكل يجب أن يقوم اليوم قبل الغد، والبدء بالتقسيم المكاني والزماني في المسجد الأقصى، وهم يحملون، وهم يحملون ذات التفكير نحو الأخوة المسيحيين، والأماكن المقدسة المسيحية، والإيمان بضرورة إغلاقها، وعدم منحهم أي شكل من أشكال حرية العبادة.
يشعل هؤلاء المتطرفون حربًا دينية ستأتي على الأخضر واليابس، ويهيئون الظروف لذلك، ويعملون لها بشكل صريح وواضح، وبالتالي إشعال المنطقة بذلك، ما يحول الصراع من صراع بين الاحتلال والشعب الذي يقع تحت الاحتلال، إلى حرب دينية يشترك فيها الجميع ضد مبدأ مواجهة حربًا يهودية يشنها المتطرفون اليهود بدعم من حكومتهم المتطرفة، تبدأ من المسجد الأقصى، سيكون من الصعب احتواؤها، ويمكن أن تمتد إلى استهداف كل ما هو يهودي؛ ردًا على جرائمهم واعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
السؤال الذي أصبح يُطرح، متى ستنطلق هذه الحرب التي يعمل بن غفير وسموتريتش وغيرهم من الوزراء والمسؤولين اليهود لإشعال فتيلها؟