فلسطين أون لاين

تقرير الفواكه المُجففة.. حلوى مغذية ألوانها تسر الصائمين

...
غزة/ أدهم الشريف:

عندما يأتي أحد الزبائن لشراء الفواكه المجففة من المحل التجاري الذي يعمل فيه الشاب حامد طه، لا يبخل عليهم بأي معلومة حول طرق الاستفادة من هذه المنتجات متعددة الأصناف والأشكال والمذاق أيضًا.

يشتهر طه البالغ (34 عامًا) في سوق الزاوية بـ "أبو السوم" لدى زبائنه وأصحاب المحال، وهو يدير محلًا لبيع العطارة في مركز مدينة غزة، ويملك خبرة واسعة في تجارة الفواكه المجففة اكتسبها منذ بدء عمله في هذا المجال عام 2009.

وتتعدد أصناف الفواكه المجففة، التي يطلق عليها "ياميش رمضان"، في أسواق غزة ومنها المانجا ولها عدة ألوان وأشكال، الزبيب الأصفر والأسود، والتمر الهندي وقمر الدين والقراصيا والكيوي، والمشمش، والأناناس، والباباي، والتين المجفف "القُطين".

وما بين الأصفر والأحمر والأخضر والبني وغيرها من الألوان، تشكل الفواكه المجففة لوحة تشد الناظرين إليها، وتستقطب كاميرات الصحفيين خاصة في موسم رمضان.

وتعدّ هذه الأصناف بالنسبة لطه تجارة رابحة خاصة في شهر رمضان، إذ يقبل عليها المواطنون بشدة لما تحمله من فوائد عديدة للصائمين، وإمكانية الاستفادة منها في الأغذية والحلوى وصناعة العصير أيضًا.

وهذه الأصناف مستوردة من خارج قطاع غزة ولا تتوفر إمكانيات لصناعتها، حسبما يقول طه لصحيفة "فلسطين".

ويضيف أنه يركز اهتمامه على تجارة الفواكه المجففة في رمضان ويستورد كميات كبيرة، ويبيعها جملة ومفرق للتجار والمواطنين في الأسواق.

وتتجاوز الكميات المستوردة لدى طه في رمضان لوحده، طنًا وأكثر أحيانًا من جميع أصناف الفواكه المجففة.

ويبين أن المواطنين ومحلات بيع العصائر يلجؤون إلى شراء كميات وفيرة منها للاستفادة، إذ يستخدمها البعض في تصنيع الأطعمة والعصائر، وأشهرها عصير الخُشاف السوري المصري.

لكن الأصناف الأكثر طلبًا في الأسواق من الفواكه المجففة، هي الزبيب، والقطين، والمشمس، وقمر الدين المصنوع منه أيضًا.

مغذية ومصدر للطاقة

ويحرص عدد كبير من المواطنين في غزة على تناول هذه المنتجات بسبب قدرتها على مد الجسم بالطاقة في فترة الصيام، وتقليل العطش وتقوية الدم، وهذا ما يحرص التاجر ممدوح زين الدين على إخبار زبائنه به عند شرائهم الفواكه المجففة.

ويعمل زين الدين البالغ (30 عامًا) في تجارة العطارة والفواكه المجففة منذ ما يزيد عن 30 عامًا، جعلته خبيرًا في أنواع الفواكه المجففة وفوائدها.

ويقول لـ"فلسطين": إنه يجلب كميات كبيرة منها وتقدر بمئات الكيلوجرامات، لبيعها للزبائن في رمضان، مع إمكانية أن تتجاوز هذه الكمية الطن لكن ذلك مرتبط بالحركة الشرائية ومدى قوتها في الأسواق.

ويلفت إلى أن الكميات التي يتاجر بها يجب ألا تمكث في محله فترة 6 شهور، حتى لا يتغير لونها بسبب تعرضها المستمر للهواء الجوي، ولذلك يحرص باستمرار على تجديد منتجاته المعروضة.

الاستخدام بحذر

من جهتها أكدت رئيس قسم التغذية العلاجية في المستشفى التركي بغزة د. ميرفت حماد أن الفواكه المجففة وبالرغم من ما تحمله من فوائد عديدة للجسم، فإن الطرق الحديثة التي تصنع بها حاليًا يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية تلحق ببعض آكليها.

وتبين حماد لـ "فلسطين" أن طرق تجفيف هذه الفواكه تتعدد، والطريقة التقليدية المعروفة منذ القدم هي التبخير.

لكن الطريقة الحديثة لتجفيف الفواكه باستخدام المواد الحافظة لإطالة عمرها وتحسين شكلها ولونها، وإضافة السكريات، يجعلها تحتوي على نسبة من ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي قد يؤثر على الأشخاص الذين لديهم مشاكل صحية في الجهاز التنفسي.

وتعزو تفضيل المواطنين للفواكه المجففة لاحتوائها على الألياف والتي تساعد كثيرًا في علاج الإمساك، وهي أيضًا تحتوي على العديد من الفيتامينات منها (أ) و(ب)، والمعادن مثل الفوسفات، وماغنيسيوم، مشيرةً إلى أن الفواكه المجففة تعدّ مصدرًا للطاقة أفضل بكثير من السكريات المصنعة.