فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

في ظلِّ حرب الإبادة.. فدائيُّ الشَّاطئيَّة بغزَّة مهدَّد بالغياب عن تصفيات كأس العالم

بيت لاهيا... الدِّفاع المدنيُّ: مناشدات عن وجود أحياء تحت أنقاض منازل ومباني مدمِّرة

هناوي لـ "فلسطين أون لاين": المجازر الإسرائيليَّة بشمال غزَّة "عمليَّة منظَّمة لطرد الفلسطينيِّين"

الإبادة في يومها الـ 396.. مجزرةٌ دامية في بيت لاهيا وقصفٌ مُتواصل على المُحافظة الوسطى

كشف جديد بأسماء مستفيدي الغاز بخانيونس والوسطى لـ 7-8 نوفمبر

"أزمة ثقة".. نتنياهو يعلن رسميًا إقالة يوآف غالانت من منصبه.. ما دلالة التوقيت؟

فضيحة جديدة... صحيفة عبريَّة: كيف عاد 4000 عنصر من حماس إلى الحياة في الأشهر الماضية؟

تحقيق لوكالة أمريكية: (إسرائيل) لم تقدِّم أدلَّة على وجود حماس في مستشفيات غزَّة

نوَّاب أمريكيُّون: إشراك قوَّات بلادنا في الصِّراعات (الإسرائيليَّة) انتهاك للقانون

خرق أمنيّ جديد بـ "زيكيم".. "رجل بزيّ مدنيّ" يقتحم قاعدةً عسكريَّةً (إسرائيليَّةً) شمال غزَّة

سهيلة حجازي.. مسنة أفقدتها الظروف القدرة على علاج ابنتها

...
سهيلة حجازي.. مسنة أفقدتها الظروف القدرة على علاج ابنتها
غزة/ أدهم الشريف:

تتابع المسنة سهيلة حجازي الحالة الصحية النفسية لابنتها هنادي باهتمام شديد، فأي تأخير في تقديم العلاج المخصص لها سيصيبها بمضاعفاتٍ قد لا تُحمد عقباها.

على الرغم من أن هذه السيدة البالغة (58 عامًا) بالكاد تسمع من يتحدث إليها بسبب مشكلة صحية في السمع، إلا أنها تفهم ابنتها هنادي بمجرد أن تنظر في عينيها.

أما هنادي وهي بعمر الـ 33 عامًا حاليًّا، فتبدو غير قادرة على فهم أحد في أثناء التعامل معها، إذ لها طريقتها الخاصة وبعض حركات لغة الجسد التي لا يفهمها سوى والدتها وأشقائها وشقيقاتها.

في منزل لا يصلح للحياة الآدمية بمنطقة جباليا البلد، شمالي قطاع غزة، تعيش حجازي ظروفًا لا يمكن وصفها.

قبل عدة سنوات تصفها حجازي بأنها بالغة الصعوبة، انفصلت حجازي عن زوجها وتفرغت لتربية أبنائها الستة، وبناتها الخمسة، لكن الظروف جاءت بما لا تشتهي أشرعة الأم التي أصبحت مسؤولة عن أسرة كبيرة لا تملك عقارًا للسكن فيه، ولذلك فهي كثيرة التنقل بين الشقق السكنية المستأجرة.

وتعلل السيدة كثيرة تنقلها بعدم قدرتهم على سداد قيمة الإيجار الذي تتراوح قيمته شهريًّا بين 300-500 شيقل، حسب حالة الشقة، ما يدفع بالمؤجرين إلى الطلب منهم الرحيل.

تقول حجازي لصحيفة "فلسطين": "لا نملك قيمة الإيجار، ونعتمد بالأساس على شيك الشؤون الاجتماعية، وقيمته 1800 شيقل، وعندما يصرف لنا نسدده بدلاً من الديون المتراكمة".

وتضيف أنها لا تملك المال اللازم لشراء الأدوية التي تلزم لابنتها، وحين التأخر في إعطائه لها تتغير حالتها النفسية وتصبح أكثر عدوانية لا تتقبل أحدًا.

أما عن سبب سوء حالتها، فتذكرت والدتها بأنها "تعرضت لاعتداء من ذوي القربى" أصيبت على أثره بنوبة حرارة شديدة قبل أن يسوء وضعها وتصبح "مريضة نفسية".

أزمة الشؤون

وحل رمضان هذا العام على منتفعي الشؤون دون تمكنهم من الحصول على استحقاقاتهم الدورية كل ثلاثة أشهر.

ومضت ستة أشهر على آخر دفعة استلمتها العائلة من الوزارة، وقبلها اضطرت للانتظار 4 أضعاف ذلك لاستلام الاستحقاق المالي، في حين أنه يحق للأسر الفقيرة تسلم 4 دُفعات سنوية بحسب برنامج الضمان الاجتماعي.

ويعيش أفراد أسرة حجازي في فقر مدقع داخل شقة صغيرة بإيجار شهري تبلغ قيمته 300 شيقل، ويلجأ أبناء السيدة حجازي إلى العمل في أي شيء، وخاصة جمع العبوات المعدنية والبلاستيكية للمشروبات الغازية، لبيعها وتحصيل القليل من المال.

وبشأن ما يلزم العائلة من قوت وطعام يومي، تقول: إنه لا يتوافر دائمًا في البيت، وعادة ما تعتمد على مساعدة أهل الخير.

وتخلو الشقة التي تعيش فيها حجازي وأبناءها من أي نوع من الأثاث، وبالكاد تملك بضع فرشات بإمكان أبنائها وبناتها الغير متزوجات النوم عليها ليلاً.

وأمضت العائلة شتاءها بمفارش من الحصيرة على الأرض لا تدفع برودة الشتاء، وتلتمس حجازي مد يد العون والمساعدة وتقديم ما يزلم لإعالة الأسرة وكفالة أطفالها.

لكن أكثر ما يهمها هو استقرار حالة ابنتها الصحية، وهذا يتطلب تلقيها جلسات علاجية في مستشفى متخصص شمالي القطاع، والحصول على العلاج بشكل دوري دون انقطاع يتسبب بأي انتكاسات.

وتلفت حجازي إلى أن أكبر أبنائها الذكور يبلغ الآن (30 عامًا) وأصغرهم (10 أعوام)، وجميعهم يبحثون عن أي مجال للعمل من أجل تحصيل المال.

وأصيبت السيدة مؤخرًا بعدة أمراض واعتلالات صحية، تقول إنها من كثرة التفكير، ونتيجة للظروف المعيشية التي تمر بها والاجتماعية كذلك، مشيرة إلى أنها تخشى بشدة على مستقبل أبنائها وبناتها، وخاصة هنادي.

ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من مخصصات "الشؤون الاجتماعية" في غزة نحو 80 ألف أسرة، عدد أفرادها يزيد عن نصف المليون.

وتشير معطيات الأمم المتحدة إلى ارتفاع مستويات الفقرة في قطاع غزة عام 2022، ليصل إلى 60% مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ‏في الأراضي الفلسطينية، ما يعاني 64% من انعدام الأمن الغذائي، ويحصل 83% من العمال على أقل من الحد الأدنى للأجور.