- الجريمة المنظمة بين فلسطينيي الداخل هدفها إشغالهم عن حقوقهم الأساسية
أكد رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل محسن أبو رمضان، أن صمود شعبنا ووحدته الوطنية يمثلان "السد المنيع" أمام مخططات الاحتلال الإسرائيلي وحكوماته العنصرية المتعاقبة.
وشدد أبو رمضان في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أن "يوم الأرض" ذكرى متجددة لبلورة الهوية الفلسطينية، وتصعيد إرادة شعبنا في مواجهة مخططات الاحتلال القائمة على مصادرة الأراضي وتهجير السكان الأصليين.
وقال أبو رمضان إن الفلسطينيين يجددون في هذه الذكرى عهدهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم.
وأوضح أن "يوم الأرض" يمثل عنوانًا للتمسك بها، والتصدي لمحاولات الاحتلال الرامية لمصادرة الهوية الفلسطينية، كما يمثل عنوانًا للصمود والجذور الوطنية والتاريخية لشعبنا.
وأضاف أن الأرض الفلسطينية هي عنوان الصراع مع الاحتلال ومشروعه الاستيطاني الإحلالي.
ويحيي الفلسطينيون في الثلاثين من آذار/ مارس من كل عام ذكرى "يوم الأرض"، الذي تعود أحداثه إلى عام 1976م، حينما صدَّقت حكومة الاحتلال على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينيين من بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد، لتخصيصها لبناء المستوطنات.
وعلى إثر ذلك هبَّ الفلسطينيون ضد مخططات الاحتلال الأمر الذي أدى لاستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 49 واعتقال نحو 300.
حكومة فاشية
وذكر أبو رمضان أن الذكرى الـ47 لـ"يوم الأرض" تأتي هذا العام في ظل صعود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة لسدة الحكم، وإعلانها سلسلة قرارات ومخططات عنصرية ضد شعبنا عامة وفلسطيني الداخل المحتل خاصة.
ولفت إلى أن وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير يستهدف أبناء شعبنا في جميع الأراضي المحتلة بقرارات عنصرية في محاولة للضغط عليهم، لترك أراضيهم ودفعهم للهجرة منها واستجلاب مستوطنين جدد للاستيطان في أرض فلسطين إضافة إلى تحويل المدن التي تسمى بـ"المدن المختلطة" والساحلية لمدن "ذات أغلبية يهودية".
ونبَّه إلى أن الحكومة المتطرفة تعتقد أن اللحظة التاريخية مواتية لاستكمال "المشروع الصهيوني" الذي نفذته عصاباتها المجرمة عام 1948م.
اقرأ أيضاً: خاص أبو رمضان: "هبَّة النقب" حطَّمت رهانات الاحتلال بأسرلة فلسطينيي الداخل
وأشار إلى أن الأحزاب المتطرفة وتحديدًا بقيادة زعيم "حزب الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش تحاول حاليًا تنفيذ ما يعرف بـ"خطة الحسم" القائمة على فرض "السيادة الإسرائيلية" على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وتكثيف الاستيطان فيها و"حل السلطة الفلسطينية".
وبيّن أن تلك الخطة العنصرية تقوم على دفع الفلسطينيين للهجرة إلى الخارج، وتقليص أعدادهم في الداخل المحتل و"المدن المختلطة".
وجدد ثقته بقدرة شعبنا على مواجهة حكومة نتنياهو الفاشية بالمزيد من الصمود والوحدة الكفاحية والميدانية، وفضح جرائم الاحتلال أمام الرأي العام كدولة عنصرية استيطانية تتبنى سلسلة من القوانين المعادية لشعبنا أبرزها: "سحب المواطنة"، و"حظر رفع العلم"، و"إعدام الأسرى" والتنكيل بهم.
وتوقع أبو رمضان أن تتغول سلطات الاحتلال على حقوق شعبنا في الداخل المحتل بعمليات التجريف والتحريش والإتيان بالمستوطنين للاستيطان في النقب، وقرارات عنصرية أخرى لهدم المنازل.
وأكد أن الحراكات الشعبية والائتلافات والاتحادات الكفاحية النشطة في عكا ويافا واللد ستتطور لموجات وهبات وصولًا لانتفاضة شعبية واسعة تتلاحم مع ميادين وساحات الوطن.
وفي الوقت ذاته، عدَّ إجراءات الاحتلال العنصرية التي كشفت عن وجهه الحقيقي، فرصة لشعبنا وقوى المجتمع المدني ومنظماته لكشف طبيعة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي والأمريكي والأممي، وإعادة الربط بين "الصهيونية" والعنصرية على اعتبار أنها حركة استعمارية وهي امتداد للحركات الاستعمارية في العالم.
"هبة الكرامة"
وبشأن تصاعد أعمال الجريمة والعنف في الداخل المحتل، أكد أبو رمضان أن الجريمة عملية منظمة ومبنية على فكرة خلق حالة احتقان في المجتمع الفلسطيني، للحيلولة دون انخراطه في مواجهة الاحتلال وإجراءاته.
وأوضح أن الجريمة غير مفصولة عن السياسة المنهجية الإسرائيلية المبنية على كيّ الوعي، وخلق الصراعات والاضطرابات بين المجتمعات الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالأحكام الجائرة لمعتقلي "هبة الكرامة" التي اندلعت في مايو/ أيار 2021م، التي تراوحت بين 10 إلى 15 عامًا، أكد أن هذه الأحكام هدفها إطفاء جذوة الكفاح بين القطاعات الشابة والفاعلة في مواجهة الاحتلال.
وقال إن الهبة الجماهيرية أزعجت الاحتلال إزعاجًا كبيرًا لكونها تكاملت مع معركة "سيف القدس"، وأكدت وحدة الأرض والشعب والمصير والهوية في مواجهة سياسة التفتيت والتجزئة.
وأضاف: "هبة الكرامة" أعادت الزخم للعمل الشعبي والكفاحي في الداخل لمواجهة السياسة الإسرائيلية العنصرية بحق الفلسطينيين، وأعادت الوعي لفلسطينيي الداخل المحتل، وقضت على محاولات تذويب الهوية الوطنية الفلسطينية.
وبحسب رئيس الهيئة الوطنية فإنه من المقرر أي يحيي شعبنا ذكرى "يوم الأرض" بمهرجان مركزي في قطاع غزة بعد صلاة ظهر يوم الخميس في مخيم ملكة شرقي مدينة غزة، برعاية فصائل العمل الوطني والإسلامي والقوى الوطنية.
وبيّن أبو رمضان أن المهرجان الذي سينظم في القطاع سيتزامن مع فعاليات مركزية ستنظم في مناطق عدة بالداخل المحتل.