فلسطين أون لاين

يطوعان "الصلصال الحراري" لنحت مجسمات على أكواب البورسلان

تقرير الزوجان "أنسام وعرفات".. موهبة الرسم تتفوق على الطب بتحدي البطالة

...
الزوجان "أنسام وعرفات".. موهبة الرسم تتفوق على الطب بتحدي البطالة
غزة/ يحيى اليعقوبي:

لم يكن أمام الزوجين أنسام نعيم وعرفات الخطيب، سوى اللجوء إلى موهبتهما بالرسم لتحدي أزمتهما مع البطالة وإطلاق مشروعهما الخاص في نحت مجسمات على الأكواب والبورسلان وأطقم تقديم الضيافة باستخدام الصلصال الحراري، بعدما لم ينجحا في الحصول على فرصة عمل بتخصصهما بالطب المخبري.

بدأ الزوجان مشروعهما قبل شهرٍ وحمل أحرف اسميهما الأولى (A.A)، ويسوقان منتجاتهما عبر صفحتهما على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

على طاولة بزاوية لهما خلال مشاركتهما الأولى بمعرض "ريحة بلادي" الذي نظمته بلدية غزة مؤخراً، جذبت الزاوية الزوار وتضم عشرات المجسمات تشبه منحوتات لدمى أطفال، وأخرى لرسوم كرتونية، إحداها لبدلة محامٍ وفي تفاصيلها بدلة رسمية منحوتة ومطرقة وميزان العدل.

موهبة ومهارة

في مجسمات على أكواب أخرى بارزة تلحظ شكل سيارة وعروس أطفال وحبات كرز ومجسم لقط يحاول إمساك حافة الكوب، وهلال وفانوس رمضان ومسبحة تزين فناجين القهوة، بألوان زاهية تتجسد فيها مهارتهما في الرسم فجلعت المنتجات لوحة فنية.

قبل تلك المرحلة، تبدأ الخطوة الأولى في تجهيز عجينة الصلصال التي يشتريانها جاهزة من الخارج، وبواسطة أدوات وشفرات نحت صغيرة تتولى الزوجة مسؤولية تشكيل عجينة الصلصال بأشكال مختلفة، ثم يتم خبزها بالفرن للحفاظ على ثباتها، تتراوح مدة العمل فيها ما بين عشر دقائق إلى ساعة أو ساعتين حسب تفاصيل كل مجسم.

"المرحلة الأولى صعبة في تعجين الصلصال، في دول العالم يتم استعمال ماكينات خاصة لذلك، لكننا نعوض ذلك بطريقة يدوية، ثم الصعوبة الأخرى في تشكيل المجسمات على شكل مسبحة أو دمى بواسطة شفرات يدوية" تبدأ الزوجة حديثها لصحيفة "فلسطين" بعدما انتهت من إعطاء جولة تعريفية لبعض الزبائن عن طبيعة المشروع.

بنبرة رضا وابتسامة فرح تضيف "أطلقنا المشروع منذ شهر، ولكن تفاجأنا بحجم الإقبال عليه، نظرًا لمستوى الاتقان الذي أعجب الناس وربما الفكرة نوعا ما جديدة، خاصة أن الناس اعتادوا رؤية الرسم على البورسلان وليس النحت".

في السنة الدراسية الجامعية الرابعة، شارك الزوجان حينما كانا طالبين بمعرض نظمته كلية الطب يتعلق برسوم الطب المخبري، كانت المشاركة في موهبة الرسم التي اشتركا فيها نواة الارتباط، والآن تحقق لهما شراكة في مشروعٍ واحد، بعدما لم ينجح تخصصهما في الطب المخبري في توفير فرصة عمل.

تحدي البطالة

هذا ما جعل زوجها يعبر عنه بابتسامة عريضة، مقرًا: "الوظيفة أساسية ولا غنى عنها لكن مجال الطب المخبري صعب، وفي واقعنا المشاريع الخاصة ناجحة أحيانا، والجميل أن تفتتح مشروعا اقتصاديا ويكون شريك حياتك بجانبك، وطموحنا أن ننتقل من بيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى فتح متجر خاص بنا على أرض الواقع".

يوزع الزوجان أدوارهما أثناء العمل، فيتولى عرفات مسؤولية التعجين والخبز بالفرن، أما زوجته فتقوم بالنحت والتلوين وإخراج الصورة النهائية للمنتج، استفادت من خبرتها السابقة في إعداد قوالب الجاتوه على شكل مجسمات باستخدام عجينة السكر.

يصف الزوج الإقبال بـ"الجيد"، وأكثر طلبات الإقبال تعلقت بتصميم مجسمات على أكواب ترمز لمهنة الطب تضم بدلة وأغراض الطبيب والمحامي، والتعليق الصوتي.

يمسك كوبًا معروضًا أمامه، انتشله بين عشرات الأكواب المفرودة على زاوية، معلقًا: "التفاصيل دائمًا متعبة، فأحيانا تستغرق وقتا يستمر لمدة ساعتين، الأمر الآخر هو كمية الصلصال فأحيانا نستخدم كمية كبيرة، وهذه المادة مرتفعة الثمن".

أكثر صعوبة تواجههما، وفق الخطيب، هو غلاء المواد الخام إذ يتم استيرادها بسعر مضاعف عن سعرها الحقيقي، كما يحد غياب مادة "الريزون" التي يمنع الاحتلال إدخالها لغزة، من قدرة الزوجين على تطوير المشروع والتي تساعد في إعطاء لمسات جمالية أكثر.