فلسطين أون لاين

منها البرتقال والحُصرم واللوز الأخضر والمانجو

عائلة "الشلودي"..  تاريخ عريق في تصنيع "افتكاسات المكابيس"

...
مكابيس الشلودي
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

بالقرب من جامع القزازين الأثري في البلدة القديمة بمدينة الخليل، يعرض نسيم الشلودي عشرات الأصناف من المخللات "المكابيس"، يبدو بعضها غريبًا لكن الفضول قد يدفعك لتجربة "الافتكاسات".

تمتد بسطة متجر الشلودي لستة أمتار يرص عليها أكثر من 60 صنف من المخللات، يوليها اهتمامًا كبيرًا بالتنظيم والعرض، "لأنه العين بتاكل قبل التم"، ولكي يجذب زائري البلدة القديمة نحو بضاعته التي تفتقد طيلة أشهر السنة.

يقول الشلودي إن رمضان يعد فرصة ذهبية لمتجره المتخصص ببيع أنواعًا غريبة من المخللات يطلبها الصائمون في رمضان "فنفس الصائم تشتهي التجربة"، لافتاً إلى أن الشهر يحيي البلدة القديمة التي تفتقد الزائرين في غير الشهر الفضيل بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءات مستوطنيه على أهالي البلدة.

الحنين للمهنة

ينتمي نسيم لعائلة متجذرة في الخليل، وتعد من أوائل العائلات التي بدأت مهنة صناعة المخللات في فلسطين منذ العام 1933م، وما تزال تحتفظ بتفردها في تخليل أنواع مختلفة من الخضروات، والفواكه والتي لن تجدها في أي مدينة فلسطينية أخرى.

يقول نسيم: "ورثنا المهنة أبًا عن جد، فهذا المحل الصغير كان جدي يصنع فيه المخللات، وورثه أبي، وبعض أعمامي عنه هذه المهنة، وتعلمت مع أخوتي السبعة أصول هذه المهنة منذ الطفولة".

ويضيف لـ"فلسطين": "حاولت امتهان مهنة أخرى، وعملت لثمان سنوات في صناعة الحجر، والرخام، ولكن الحنين نحو المهنة الأم كان يغلبني دائمًا، لذا تركت الرخام، وعدت لصناعة وبيع المخللات".

وفي غمرة حديثه عن تاريخه مع صناعة المخللات، يضيف نسيم (41 عاما) مازحًا "منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا بين سطول (جرادل) المخلل".

ويُشرف نسيم على متجره المخللات في البلدة القديمة وهو الفرع الرئيس ولا يزال متمسك به، حتى وفي ظل ما يعانيه من ضعف إقبال أهالي الخليل الشديد على زيارة البلدة القديمة، أما إخوته فيعملون في الفرع الثاني للمحل في خارج البلدة القديمة في منطقة وادي الهرية جنوب الخليل.

وفي كل عام مع اقتراب شهر رمضان تتعمد شركة الشلودي للمخللات مفاجئة الجمهور بصنفين إلى ثلاثة أصناف جديدة من المخلل، وهذا العام خصتهم بمخلل الفجل، والمشمش الأخضر، والبرتقال، وفق قول نسيم، يعرضها إلى جانب "الافتكاسات" وهي مخلل البرتقال، والبصل، والحُصرم، والمانجو، والكرز، واللوز الأخضر.

ويتميز متجر الشلودي بعرض نحو 60 صنفًا من المخللات منها المعروف للجمهور، ومنها الغريب الذي يقبل عليه الناس للتجربة، وله زبائنه أيضًا.

تخفيض وجذب

ومن أغرب الأصناف التي يعرضها نسيم، مخلل الثوم، والبصل، والبرقوق، بالإضافة إلى 30 صنفًا من مخلل الزيتون منه المشوي على الجريل، والمحشو بالفليفلة الحلوة، والحارة، والجزر، وباللبنة، والمخلوط مع المكسرات.

ومخللات الشلودي العريقة والتي يحب أن يطلق عليها نسيم "نمبر ون"، تجوب أنحاء الضفة الغربية فتجدها في كل بقالة، وسوبرماركت، ولكنه لا يستطيع عرض جميع الأصناف لكثرة عددها، وضيق المساحة في تلك المحلات، وفق تعبيره.

ويلفت نسيم إلى أن شهر رمضان ينعش روح البلدة القديمة في الخليل، حيث يزداد عدد زوارها في، وفي أول أسبوع منه يبدأ عمله في المحل من الساعة الثامنة صباحًا حتى آخر اليوم حيث يزداد الإقبال على شراء المخللات في بدايته، وفي الأسابيع الثلاثة الباقية يقبل الناس على الشراء بعد انتهائهم من صلاة الظهر في الحرم الإبراهيمي، وجامع القزازين.

أسرار صناعة المخللات لا تزال عائلة الشلودي تحافظ عليها بمقاديرها القديمة مع استبدال بعض التعديلات الطفيفة، كتعديل نسبة الملح ليصبح مناسبًا حتى للمرضى، واستبدال البراميل الخشبية بأخرى بلاستيكية.

أسعار المخللات في البلدة القديمة تختلف عما هي عليه خارجها، حيث يتبع نسيم أسلوب تخفيض الأسعار من أجل جذب الناس أكثر نحو البلدة، وتشجيعهم على زيارتها.

ويبين أن سعر كيلو المخللات بأنواعها من المختلفة يصل إلى 20 شيقل هذا في البلدة القديمة، أما خارجها فلا يقل عن 35 شيقلًا، فيما يبلغ ثمن الكيلو من الزيتون بأصنافه المتعددة 25 شيقًلا.

ويختم نسيم حديثه بدعوة أهالي الخليل، ومدن الضفة الغربية كافة، والأراضي المحتلة عام 48م، لزيارة البلدة القديمة على مدار أشهر السنة، وزيارة الأماكن التراثية، والتاريخية، وتعريف أبنائهم عليها.