عدّ محلل سياسي، زيارة قيادة حركة "حماس" للقاهرة، واجتماعها مع القيادة المصرية، تمثل أهمية كبيرة على سُلم العلاقة ما بين الطرفين، واستكمالًا لنقطة تحول سابقة في هذه العلاقة التي بدأت بزيارة سابقة لرئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، فيما رأى محلل سياسي آخر، أنه من المبكر جدًا الحديث عن إمكانية أن تكون هذه الزيارة نقطة تحول، وأن المخرجات النهائية للزيارة هي التي ستعطي الحكم النهائي عليها.
وكان وفد رفيع من حركة "حماس" برئاسة إسماعيل هنية وصل السبت الماضي مصر، فيما وصل مساء اليوم ذاته، وفد ثان برئاسة عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، لإجراء لقاءات مع القيادة المصرية، والبحث في قضايا عدة.
تفاهم وتعاون
المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أكد أهمية الزيارة سيما أنها تجري بمشاركة مستويات قيادية رفيعة في حركة حماس من الداخل والخارج على رأسها رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، مرجحًا أن تتجه الزيارة لتعزيز التفاهم والتعاون بصورة أكبر ما بين الطرفين.
وأضاف المدهون لـ"فلسطين"، أن الزيارة تشكل نقطة إيجابية على سُلم العلاقة ما بين حركة "حماس" ومصر، لافتًا إلى أن الزيارة تستكمل نقطة تحول سابقة في علاقة حماس بمصر.
وقال: "إننا أمام مرحلة ربما تكون جديدة إذا ما كانت هناك إجراءات على الأرض يشهدها المواطن الفلسطيني، وأهم ما يمكن أن يتحقق في هذه الزيارة فتح معبر رفح والذي سبب إغلاقه الكثير من المعاناة للغزيين".
وتوقع أن يتحدث الطرفان حول ملفات عديدة أهمها ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام السياسي ما بين حركتي فتح وحماس، وتعزيز واقع قطاع غزة ومحاولة حل إشكالياته تحت إطار الرؤية المصرية.
ولفت إلى أنه وفي خضم الزيارة باتت مصر تدرك أنه لا يمكن تجاوز حركة حماس، وأن الأخيرة باتت أيضًا على إدراك بأن مصر عنصر رئيس في المنطقة، وفي المشهد الفلسطيني.
المحلل السياسي تيسير محيسن، رأى أنه من المبكر جدًا تقييم زيارة قيادة حركة "حماس" للقاهرة، وإمكانية اعتبارها نقطة تحول في العلاقة ما بين الطرفين، إلا بعد انتهائها فعليًا، مشددًا على أن المخرجات أو النتائج النهائية للزيارة هي التي ستكتب وتقيم العلاقة بوضوح.
وأشار محيسن إلى أن عوامل متعددة دفعت كلا من حركة حماس ومصر للالتقاء مرات عدة، ومحاولة تذويب كل الشوائب التي جرت على طول الفترات الماضية، مؤكدًا في ذات السياق أهمية الزيارة وضرورتها سيما في هذا التوقيت الذي مضى فيه عدة أشهر على التفاهمات المصرية بشأن قطاع غزة مع الحركة والقيادي في حركة فتح محمد دحلان.
ورجح أن تضع الزيارة "النقاط على الحروف" بما جرى من تفاهمات سابقة، والتي التزمت فيها حركة حماس، وقامت باجتهادات واضحة فيما يخص الحفاظ على الأمن على طرف الحدود المصرية الفلسطينية، بينما لم يلمس الشارع الغزي أي تغيير من الجانب المصري وبشكل خاص فيما يتعلق في عمل معبر رفح.
ولفت إلى أن بحث القاهرة مع حماس ملفات القضية الفلسطينية، وما يتعلق في أي من الشؤون الأمنية، يؤكد أن الحركة لاعب رئيس ومهم، وتحتل مكانة لا يمكن التغافل عنها، بينما تبحث مصر إلى إبقاء حبل الوصال معها لمتطلبات عدة أمنية وسياسية.