بعد سنوات من فرض الاحتلال الإسرائيلي قيودًا على عودة المزارعين للأراضي قرب السياج الفاصل، شهدت المناطق الشرقية جنوبي قطاع غزة عودة نشاط المزارعين، وزيادة اهتمامهم بأراضيهم الزراعية.
ويؤكد مزارعون لصحيفة "فلسطين"، أنهم عادوا إلى أراضيهم الزراعية بعد حرمانهم من الوصول إليها سنوات طويلة، والاستفادة منها بزراعتها بأنواع مختلفة من الخضراوات، وهو ما يحسن من أوضاعهم الاقتصادية.
ويبين المزارعون أن الحياة بالمناطق الزراعية القريبة من السياج الفاصل، أصبحت شبه طبيعية، بفعل نجاح المقاومة في ردع الاحتلال عن التوغل فيها.
ويؤكد المزارع عثمان معمر أن الحياة الزراعية بدأت تنشط من جديد في المناطق القريبة من الخط الفاصل شرق مدينة خان يونس.
ويقول معمر: "في هذا الوقت من العام ازدهرت زراعة البندورة والخيار، وبعض مزارع الخوخ، حيث توجد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية تم زراعتها بتلك الأنواع من الخضراوات والفواكه".
ويضيف: "بدأت الأراضي الزراعية في المناطق الشرقية تشهد أيضا عودة الحمامات الزراعية من خلال مشاريع دولية تشرف عليها وتوفر الدعم للمزارع في بنائها وزراعة أنواع مختلفة من الخضراوات".
كذلك يؤكد المزارع أحمد أبو السعيد، أن المناطق الشرقية لمدينتي خان يونس ورفح، تشهد نشاطا كبيرا للمزارعين خاصة مع توفر المياه والكهرباء في تلك المناطق من خلال خدمات تقدمها البلديات.
ويقول أبو السعيد: "عودة الزراعة لتلك الأراضي تشكل حالة اقتصادية جيدة على المزارعين، وتقلل من خسائرهم في السنوات الماضية نتيجة حرمانهم من الزراعة فيها، بسبب الاحتلال وإطلاق النار عليهم".
ويوضح أن بعض المستثمرين بدؤوا في الاستثمار بالأراضي الزراعية الشرقية من خلال القيام ببناء مزارع فواكه ذات مساحة واسعة خاصة من العنب والخوخ، واللوز.
بدوره يؤكد المزارع مصطفى خليفة أن لديه مزرعة خوخ تبلغ مساحتها 100 دونم، بدأ باستثمارها في الزراعة منذ عام، وأصبح مصدر رزق جيدا له، خاصة بسبب خصوبة التربة بتلك المناطق.
ويبين أن الكثير من المزارعين عادوا للنشاط وممارسة الزراعة في المناطق الشرقية من خان يونس ورفح، وتحقيق أرباح جيدة، خاصة مع وجود تصدير لمنتجاتهم الزراعية خارج قطاع غزة.
ومنذ سنة 2001 يمنع الاحتلال الإسرائيلي المئات من أصحاب الأراضي الزراعية الحدودية من زراعة أراضيهم والاستفادة من خيراتها، ويطلق النار على كل من يحاول الوصول إليها.
يشار إلى أن مركز الميزان لحقوق الإنسان وثق تجريف قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 2000 ما نسبته 35 % من مساحة الأراضي المزروعة في قطاع غزة.
ووفق بيان مركز الميزان المنشور في كانون الآخر (يناير) الماضي فإن "قوات الاحتلال الإسرائيلي عمدت منذ مطلع انتفاضة الأقصى في أيلول (سبتمبر) 2000م إلى فرض منطقة مقيد الوصول لها (منطقة عازلة) شرق وشمال قطاع غزة".