لا تتوقف الاقتحامات الإسرائيلية لبلدة سبسطية شمال مدينة نابلس تحت ذرائع متعددة يكمن جوهرها في إيجاد "تاريخ إسرائيلي مزور"، عبر طمس الحقائق التي تمتد جذورها إلى أكثر من أربعة آلاف عام.
وتتناوب قوات الاحتلال والمستوطنين "والإدارة المدنية" وما تسمى "سلطة الحدائق العامة الإسرائيلية" على اقتحام البلدة الأثرية في أوقات متفاوتة، كان آخرها اقتحام وزيرا الاحتلال المتطرفين عيديت سيلمان، وإلياهو الأسبوع قبل الماضي.
وعاصرت البلدة الكنعانيين والعصر الحديدي والأشوريين واليونانيين والرومانيين والبيزنطيين والعرب والصليبيين.
وحذر الباحث في تاريخ وآثار فلسطين ضرغام الفارس من مغبة العمل الإسرائيلي على تزوير التاريخ في المنطقة الأثرية، وإطفاء الصبغة اليهودية على المنطقة؛ بمزاعم الحفاظ على الآثار.
وأشار الفارس في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أطماع الاحتلال في البلدة، ومحاولته إيجاد قوة عسكرية دائمة في الموقع الأثري، ورصد 6 ملايين شيقل لتسييج الموقع والمراقبة الإلكترونية.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يقتحم الموقع الأثري في سبسطية
وتقع البلدة على مسافة 10 كم شمال غربي مدينة نابلس باتجاه مدينة جنين، وهي تحتضن المنطقة الأثرية التي تقع على التلة المشرفة على البلدة من جهة الغرب، والتي ترتفع حوالي 430م عن سطح البحر.
ولفت إلى أن سياسات الاحتلال الحالية قديمة جديدة هدفها الاستيلاء على المواقع الأثرية، ومصادرة المزيد من أراضي الفلسطينيين.
وأكد الفارس أن مخططات الاحتلال المستمرة تحول دون تنفيذ خطة فلسطينية في سبسطية لتشجيع السياحة في البلدة.
من جهته أكد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم أن أهالي البلدة هم الأحرص على حفظ بلدتهم التاريخية وآثارها.
وأشار عازم في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال أحال ملف سبسطية إلى "دائرة الحدائق العامة الإسرائيلية" التي يترأسها مجلس المستوطنات، والذي سهَّل بدوره اقتحامات المستوطنين.
ولفت إلى أن هذا المجلس شرع قبل سنوات في إقامة "الشارع الدائري" حول المنطقة الأثرية، الذي يمر عبر أراضي المواطنين، ويُسهِّل ضمها ويؤمِّن طريقًا بديلًا لخروج ودخول المستوطنين.
وقال عازم: إن كل محاولات التزوير لن تفلح في تغير تاريخ البلدة أو نزع هويتها الفلسطينية.
وبحسب مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، فإن ما يجري في سبسطية يأتي ضمن سلسلة الاستهداف والتهويد التي تتعرض لها المناطق الأثرية الفلسطينية.
وأشار دغلس في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال عمد إلى تشجيع اقتحامات المستوطنين عبر إقامة وإنشاء الفنادق في مستوطنة "شافي شمرون" القريبة من البلدة، لتسهيل الوصول الدائم إلى المستوطنين وزيارتهم للمنطقة الأثرية.