فلسطين أون لاين

تقرير ماذا يحصل للجسم عند الإفطار على التمر والماء؟

...
غزة/ هدى الدلو:

من عادات الصائم في رمضان أن يكسر صيامه على حبات من التمر أو كوب من الماء، وإذ يدرك البعض القيمة الغذائية لهذه البداية الصحية، ثمة آخرون يمارسونها كعادة، فماذا يحدث للصائم عند بدء إفطاره على التمر أو الماء؟

تتحدث اختصاصية التغذية العلاجية سماح وادي أن أفضل ما يمكن أن يبدأ فيه الصائم، إفطاره بتناول التمر كونه من السكريات الأحادية التي تمد الجسم بدفقة من الطاقة، كما أنه سريع الامتصاص يوصل الدماغ بفعله إشارة إلى المعدة بالاستعداد لاستقبال الطعام.

وتذكر أن التمر غني بالألياف التي تحفز حركة الأمعاء وتمنع حدوث الإمساك، وهي مشكلة يعانيها البعض في رمضان، وهو غني بالأملاح المعدنية كالحديد والزنك والبوتاسيوم، والنحاس وكذلك للفيتامينات، ومضادات للأكسدة.

ومن الفوائد التي يحصل عليها الجسم عند تناول التمر بشكل يومي، تبين وادي لـ"فلسطين" أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وفقًا لموقع "إيت ذيس نات ذات" فالتمر يوفر الألياف القابلة للذوبان، والتي يمكن أن تخفض الكوليسترول الضار في الدم، ويمنع من تراكم رواسب الكوليسترول الدهنية على جدران الشرايين، ويوفر مغذيات مهمة من العناصر الغذائية والفيتامينات. 

وتشير وادي إلى أنه يوجد في التمر سعرات حرارية أعلى منه في البلح والرطب، فكلما زاد تجفيفه كلما كان تركيز السكر بشكل أكبر، ويسمح للصائم بتناول من 1 إلى 3 تمرات فقط للشخص العادي للمحافظة على الوزن.

بينما الأشخاص الذين يعانون مرض السكري، فتبين أن مريض السكري غير محروم من تناول التمر، ولكن يمكن أن يعتمد على التمور العنقودية الأصغر حجمًا بدلًا من المجهولة الأكثر حلاوة، وكذلك مريض الكلى "الذي لا يسمح له غالبًا بالصيام" فهو أيضًا يجب عليه الحذر عند تناول التمور لمحتواها الغني جدًا بالبوتاسيوم، ويسمح له بنصف تمرة أو تمرة واحدة فقط.

تأثير الماء

وتطرقت وادي للحديث عن الفوائد التي يحصل عليها الجسم عن بدء إفطاره بالماء، والذي يشعره بالانتعاش على الرغم من أنه يحتاج وقتًا لامتصاصه إلا أن الصائم يشعر بالارتواء، ويعمل على ترطيب الجسم بعد ساعات من الصيام، كما أنه يحتل جزءًا من المعدة دون الوصول إلى سعرات حرارية بشكل كبيرة فتمكن الشخص من التحكم بشهيته.

وتبين أن الماء يساعد في تعزيز التمثيل الغذائي، وهو العملية التي يحرق بها الجسم السعرات الحرارية لأداء وظائفه، "وعندما يكون التمثيل الغذائي منخفضًا سيكون من الصعب فقدان الوزن، وتحسين الأداء الرياضي، والماء يفيد الجلد ويجعل البشرة تصبح أكثر حيوة ونضارة".

ووجدت دراسة نشرت في "مجلة أكاديمية التغذية والغذائيات" أن الأشخاص الذين يشربون الماء قبل الوجبة يأكلون سعرات حرارية أقل بنسبة 13% من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

كما أن الماء يساعد في التخلص من الألم، فوفقًا لدراسة أجريت في هولندا أن أشخاصًا عانوا الصداع والصداع النفسي قد وجدوا الراحة عبر شرب ما يزيد عن 6 أكواب من الماء يوميًّا، فالجفاف يؤدي إلى تقلصات عضلية.

وتلفت وادي إلى أن شرب الماء على معدة فارغة أفضل للجسم، ففي 5 دقائق يمكن أن يصل الماء إلى الأمعاء ثم إلى مجرى الدم، في حين لو تم شربه بعد الوجبة أو أثنائها فإنه يستغرق امتصاصه من 45 إلى 120 دقيقة.

وبالنسبة لكمية الماء التي يحتاجها الشخص، تنبه وادي إلى أنها ترجع لعوامل كثيرة كالعوامل الجوية والنفسية، ومكونات الجسم الفسيولوجية للرجل الذي يحتاج لكميات من الماء أكثر من المرأة، والمرضعة أيضًا أكثر من الحامل، مشيرة إلى أن كل (1 كجم) في الجسم يحتاج إلى (30 ملم)، فمثلًا شخص وزنه 50 كيلو فهذا يعني حاجته إلى لتر ونصف اللتر من الماء يوميًّا، بمتوسط 8 أكواب للشخص في ساعات الإفطار.