فلسطين أون لاين

تقرير زينة رمضان.. تجارة موسمية رابحة يشكو أصحابها تراجعها

...
زينة رمضان.. تجارة موسمية رابحة يشكو أصحابها تراجعها
غزة/ أدهم الشريف:

يعرض فايز البيطار مجموعة من الألعاب وأشكال الزينة الرمضانية عند مدخل أحد أشهر الأسواق التاريخية في مدينة غزة، محاولًا بها اجتذاب الزبائن لتحصيل الربح المأمول بالرغم من تراجع الحالة الاقتصادية في القطاع.

ويتخذ البيطار الذي يدير محلًا لبيع أشكال مختلفة من ألعاب الأطفال، من شهر رمضان موسمًا سنويًا لبيع العديد من المنتجات المستوردة، ويعمل إلى جانبه أبنائه وهم في ريعان الشباب.

وينفق البيطار، في عقد الخمسينيات من عمره، سنويًا قرابة 20 ألف شيقل أو أكثر، ضمن التحضيرات المسبقة لموسم رمضان، ويجلب بهذا المبلغ العديد من المنتجات، وخاصة الفوانيس بأشكالها المختلفة، وأحبال الزينة الورقية والمضيئة، وفوانيس الأنتيكة.

مضاربات

وعادة ما يركز البيطار اهتمامه على الألعاب الرمضانية الخاصة بالأطفال، إذ تشهد هذه الأصناف إقبالًا كبيرًا من الأهالي، كما يقول لصحيفة "فلسطين".

ويحرص أيضًا على جلب كميات من الزينة الرمضانية التي تتوافق مع الحركة الشرائية في الأسواق، التي ترتبط بتوفر السيولة المالية لدى المواطنين الذين تتزايد بينهم نسب الفقر، وفق ما تشير إليه معطيات وتقارير محلية ودولية.

ويعتمد البيطار على كبار التجار المستوردين للحصول على المنتجات التي يبيعها، وهذا ما يجعل هامش الربح قليل بالنسبة له، وفق قوله.

ويشير إلى أن المضاربات بين التجار في الأسواق تتسبب بخسارة العديد منهم، لكنه يأمل بأن يحقق الربح المأمول في موسم رمضان.

وكان أكرم عودة الذي يدير مكتبة للقرطاسية والألعاب، شمال مدينة غزة، قد بدأ التجهيز مبكرًا لموسم رمضان.

ويقول لـ "فلسطين"، إنه يبيع إلى جانب القرطاسية منتجات رمضانية، وخاصة أحبال الزينة ذات الأشكال المتعددة.

وبيَّن أنه أنفق مع بداية موسم رمضان 5 آلاف شيقل لجلب البضائع، ويحتاج لأكثر من ذلك لشراء بضائع ومنتجات جديدة لكن بعد بيع جزءٍ من المنتجات المتوفرة لديه ليتمكن من شراء جديدة.

ارتفاع قيمة الشحن

أما التاجر محمد الحتو، الذي يعمل في استيراد الألعاب وتجارتها منذ سنوات طويلة، فيحرص بشدة على التجهيز جيدًا لموسم رمضان، ولا سيما فيما يتعلق بالأشكال المختلفة لأحبال الزينة، وفوانيس تصدر نغمات موسيقية بأناشيد رمضانية.

ويبين الحتو لـ"فلسطين"، أنه يستورد بضائعه من الصين في كل عام، وقد وصلته قبل شهر رمضان 6 حاويات محملة ببضائع ومنتجات مختلفة، وهي سلع مرغوبة للتجار والموزعين، وتلبي رغبات صغار البائعين أيضًا.

لكنه أشار إلى أن طلب أصحاب المحلات والتجار يقتصر على كميات محدودة، لخشيتهم من عدم تصريفها بسبب ضعف القوة الشرائية في قطاع غزة التي ترتبط برواتب الموظفين.

ويستهلك الحتو، وهو تاجر جملة ومفرق، ما بين 4-5 حاويات في الموسم الرمضاني.

وعن المشاكل التي يتعرض لها تجار الألعاب والزينة الرمضانية، بين أنه ليس باستطاعة أحد استيراد منتجات يوجد لها وكالات رسمية في الداخل المحتل سنة 1948، وفي حال ذلك فإنه تحرق البضائع كاملة، على أن يدفع التاجر الغزِّي قيمة الحرق.

وتحدثت "فلسطين" لعدد من المستوردين وتجار ألعاب وزينة رمضانية، وأفادوا بأن ارتفاع قيمة الشحن من الصين، وصولًا إلى ميناء أسدود حتى قطاع غزة، أجبر العديد منهم إلى اللجوء للاستيراد من مصر عبر معبر رفح البري.

وبينوا أن تكلفة تخليص الحاوية الواحدة بحجم 40 قدم تبلغ 5 آلاف آلاف دولار، وأن تجار التجزئة يحجمون عن الاحتفاظ بكميات كبيرة لمنع تكدسها في ظل عدم اتزان حركة السوق، وضعف فرصة بيعها بربح مناسب إن لم يكن بخسارة في مواسم لاحقة.

وتمثل الزينة الرمضانية باب رزق للعديد من الشباب، في ظل عدم توفر فرص العمل، ويحاولون من خلالها مكافحة البطالة، لكن ذلك مشروط بتوفر رأس المال.

وتفيد معطيات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن غزة شهدت تراجعًا كبيرًا في التنمية نتيجة الحصار الإسرائيلي والحروب المتكررة، التي تركت آثارها على الحياة اليومية للمواطنين، وعمل على تقييد حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بهم، ما جعل 81.8% منهم من سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني ومئة ألف نسمة، يعيشون تحت خط الفقر.