فلسطين أون لاين

​حوّلي كذب طفلك لإبداع

...
غزة - مريم الشوبكي

سيدة تسأل أنا امرأة متزوجة وموظفه ولدي ولدان وبنت، وابني الصغير عمره أربع سنين، نحن نعلم جميعا أن المفهوم السائد أن الطفل ليس له مصلحة أن يكذب، وإذا نقل كلام يكون صحيحًا (لأنه طفل لا بكذب).

مشكلتي أن ابني الصغير يكذب وينقل كلامًا على أساس أنني قلته وأنا لم أقله والناس تصدقه، والمشكلة حينما أبرر أنني لم أتحدث بما قال، يعتقدون أنني انكشفت ومع أنني صادقة، حيث وصل به الأمر أن يفتعل المشاكل بيني وبين حماتي، وبين زوجي، وسلفتي أيضا، أرجوكم ماذا أفعل؟!

الأخصائية النفسية والاجتماعية إكرام السعايدة بينت أن توجه الطفل نحو الكذب يعد من أكثر المشكلات السلوكية انتشارا في مرحلة الطفولة المبكرة، وهناك أنواع من الكذب، كذب عبارة عن خيال وأحلام، الكذب للتعويض عن النقص، الكذب القائم على الافتراء واختلاق الوقائع.

حل مشكلة الكذب لدى الطفل لا بد من التشخيص، حيث يلجأ من خلالها إلى إثبات الذات والتعبير عن الذات، أو الانتقام بطريقة كيدية، وإذا كانت البيئة المحيطة تعزز هذه الصفات تعوده على الكذب، النموذج الخاطئ يعزز من ظاهرة الكذب عند الاطفال.

الاستهانة بمشكلة الكذب وتعزيز السلوك آثارها سلبية في الكبر، وتشكل جزءا من شخصية الطفل ومن الصعب تغييرها في مراحل عمرية متقدمة.

العائلة المحيطة بالطفل حينما تعزز السلوك وهم يعرفون أن الطفل "يتبلى" على أمه وردة فعلهم الايجابية تخلق فجوة عميقة بين الأم وطفلها، هناك مسئولية مشتركة تقع على جميع الأطراف المدرسة والجيران.

ولعلاج مشكلة الكذب: أولا يجب أن نكون قدوة صالحة لأبنائنا، استخدام أسلوب الحوار والنقاش، ورد الفعل يجب أن تكون حكيمة، البحث عن أسباب هذه المشكلة لكي يتسطيع السيطرة على الطفل.

على الأم أن تعيد نظرتها في علاقتها مع طفلها، حيث يجب أن تكون مبنية على الحب والاحترام، البحث عن احتياجات الطفل وإشباعها سواء أكانت نفسية أو عاطفية أو مادية، استخدام أسلوب الاعتذار وتوضيح الحقيقة من قبل الطفل تعزيز هذا السلوك لديه، وأكدت على دور الأب في تعزيز السلوك الإيجابي.

الكذب طاقة عند الطفل احيانا تكون طاقة ابداعية، يجب تحويلها لشيء ابداعي حيث يمكن أن يتجه الطفل إلى تأليف القصص، أو نحو الرياضة والترفيه.