لا يقتصر الضرر من الجدار الإسرائيلي الفاصل والطرق الالتفافية على مصادرة الأراضي الفلسطينية والعزل لها، فالبلدات والقرى المحاذية لها تدفع ضريبة الاقتحام اليومي والاعتقالات بحق الأطفال والفتية والشباب بزعم توفير الأمن للمستوطنين.
في محافظة قلقيلية تعاني التجمعات السكانية الفلسطينية من كثافة الاعتقالات بسبب الجدار والطرق الالتفافية، فالمحافظة تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المستوطنات والمستوطنين على مستوى الضفة الغربية بالنسبة لمساحة أراضيها وعدد سكانها.
بلدات عزون وكفر قدوم وجيوس ومدينة قلقيلية من أكثر المناطق استهدافًا للاقتحام والاعتقال، فلا يخلو يوم من عدة اقتحامات واعتقالات، وتحتل بلدة عزون الصدارة في عدد المعتقلين والاقتحامات اليومية.
مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية عزون الناشط حسن شبيطة يقول لـ"فلسطين": "نتيجة وجود الشارع الالتفافي رقم 55 الذي يمر من شمال البلدة ندفع ضريبة يومية باهظة من حيث عدد الاقتحامات والإغلاقات والاعتقالات وتخريب المنازل والتهديد عبر منشورات لجيش الاحتلال بالويل والثبور إذا لم يتوقف قذف الحجارة على مركبات المستوطنين حسب زعمهم".
ويضيف شبيطة: "نحن أمام حرب يومية نتيجة وجود الشارع الالتفافي، والإغلاقات لبلدة عزون لا تتوقف ويتم سجن أكثر من اثني عشر ألف مواطن إضافة إلى القرى المجاورة من خلال إغلاق البوابات الأمنية المنتشرة على المدخلين الشمالي والغربي إضافة إلى إغلاق البوابات الزراعية".
وتابع شبيطة: "قدمنا عدة شكاوى بسبب انتهاك الاحتلال لممتلكات المواطنين وتحويل مساكن إلى ثكنات عسكرية، والتحقيق مع أطفال في المستوطنات القريبة والاعتداء عليهم بشكل وحشي داخل الدوريات العسكرية، فالتعامل انتقامي وحشي وعنصري لكل من يسكن بلدة عزون".
في بلدة جيوس المحيط بها الجدار يتعرض شباب البلدة إلى اعتقالات مكثفة واستدعاءات أمنية بشكل شبه يومي حفاظًا على الجدار وعدم اقتراب الأهالي منه.
المربي شوكت سمحة والذي شغل رئيس بلدية جيوس سابقًا عام 2005م يقول لـ"فلسطين": "الاحتلال لا يتوقف عن انتهاك مقدرات الأهالي، واعتقال أبنائهم بشكل جماعي والانتقام من أطفالهم من خلال إطلاق الرصاص الحي المتفجر عليهم أثناء المظاهرات السلمية، وكان آخرها الطفل محمود القدومي الذي أصيب في قدميه وتم اعتقاله وهو جريح، وبعدها أفرج عنه ليواصل العلاج في المستشفيات الفلسطينية".
مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة قلقيلية لافي نصورة، يؤكد أن الاعتقالات مكثفة في المناطق التي تنطلق منها مسيرات سلمية ضد الجدار والاستيطان كما هو الحال في كفر قدوم حيث المسيرة الأسبوعية وفي بلدة عزون وجيوس.
وينوه في حديثه لـ"فلسطين" إلى أن الاعتقالات لا تتوقف في تلك التجمعات بشكل تعسفي وانتقامي وفرض الغرامات المالية الباهظة زيادة في الضغط على الأهالي.
وبين أن هناك عشرات الأطفال اعتقلوا في كفر قدوم وتم تهديدهم بالقتل واستخدام الكلاب البوليسية عند اعتقالهم.
وذكر أنه في بلدة عزون هناك نسبة عالية من المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال، وهناك شهادات موثقة تؤكد استخدام وسائل قمعية وخطيرة بحق طفولة تلك التجمعات واستخدام جنود الاحتلال ألفاظ وتصرفات تخدش حياء المعتقل الطفل.
يشار إلى أن مسيرة كفر قدوم انطلقت منذ الأول من تموز عام 2011 احتجاجًا على إغلاق شريانها الرئيس وكلك تنطلق مسيرة أسبوعية في قرية جيوس تنديدًا بعزل آلاف الدونمات خلف الجدار.