حتى هذا اليوم لا يزال الستيني مصطيف عبد الكريم مصطيف يستذكر الحادثة التي استفاق أهالي قرية دورا القرع عليها، قبل 12 عامًا، ليسجل ضمن أحداث مسلسل اعتداءات لا ينتهي بحق الفلسطيني وأرضه، تتشابه أحداثها كما فاعلوها من المستوطنين وإن اختلفت وجوههم.
وشهدت القرية في مايو/ أيار من العام 2011 مهاجمة مجموعة من المستوطنين المنحدرين من مستوطنة "بيت إيل"، العيون المائية في أطرافها وتدنيس مياهها وإلقاء الحجارة والأتربة بداخلها، وتخريب شبكات الري الممتدة إلى عشرات الدونمات الزراعية.
يقول مصطيف لصحيفة "فلسطين": إن اعتداءات المستوطنين على شبكات الري مستمرة ولا تقف عند هذا الحد، بل تتعدى إلى كتابة العبارات التحريضية ضد العرب والمسلمين، وهي عبارات تعبر عن حقد كبير ضد الفلسطينيين.
ومنطقة العيون المائية لا تبعد عن مستوطنة "بيت إيل" التي أقيمت عام 1977 سوى كيلو متر، ما يجعلها تحت تهديد المستوطنين بمساندة جيش الاحتلال على مدار الساعة، تارة بقطع حركة الطريق وإغلاقها بمكعبات إسمنتية وأخرى بإجبارهم على المضي في طرق التفافية تكبدهم تكاليف سفر زائدة وتطيل طريقهم إلى مدينة رام الله.
وتشتهر دورا القرع بوجود خمس عيون مائية، أشهرها عين الأولى، وعين الدرج، وعين المغارة، وتساهم تلك العيون بسد حاجة القرية من مياه الري التي تستخدم في الزراعة عبر شبكات ري تمتد من الينابيع باتجاه الأراضي الزراعية هناك.
ويحد القرية من الشرق قرية عين يبرود، ومن الشمال قرية عين سينيا، ومن الغرب قرية جفنا ومخيم الجلزون وبلدة سردا، أما من الجنوب فيحدها مستوطنة "بيت إيل".
وتعد دورا القرع محطة اجتذاب مئات المواطنين ليس لأهالي القرية فحسب، بل لسكان القرى المجاورة، مع ما تعانيه قرى شرق رام الله من أزمة المياه، كما يبين مصطيف، فمع دخول وقت الظهيرة تكتظ منطقة العيون بالمواطنين الذين يحملون الجالونات البلاستيكية لأجل تعبئتها بالمياه.
قرية سياحية
من جهته يشير المواطن ثائر حسن إلى أن البيوت في دورا القرع تعتمد على البناء الجديد والقديم، ولكن غالبيتها يتمركز حول العيون المائية، ويعتمدون في معيشتهم على الزراعة كليًّا.
ويزيد قطع المياه التي تزود القرية من مصلحة المياه في رام الله، حالة الضغط على ينابيع القرية.
ويوضح حسن لصحيفة "فلسطين"، أن مياه الشركة تأتي مدة يومين فقط في الأسبوع، في حين أن بعض الأحياء في القرية قد لا تصلها المياه فترة شهر خاصة الأماكن المرتفعة، ما يدفع الأهالي إلى الاعتماد على مياه الينابيع بشكل رئيس في تغطية احتياجاتهم من المياه.
ويلفت إلى حاجة شبكة المياه إلى إعادة تهيئة، "فمنذ إقامتها في عام 1982 لم تخضع للترميم أو إصلاح الخطوط المتعطلة".
وتعد "دورا القرع" من القرى السياحية لوفرة المياه والحقول الزراعية والجبال والأشجار البرية التي تشكل مجتمعة طبيعة خلابة جاذبة للسياح.
ويقول حسن: إن التوسع الاستيطاني الذي تنفذه "بيت إيل" باتجاه الأراضي القريبة من الينابيع يهدد الطبيعة الساحرة للقرية، "ولكننا نحاول الصمود".