فلسطين أون لاين

تقرير مهندسات زراعيات يشققن طريقهن بين لسعات "العسل الكرمي"

...
العسل الكرمي
طولكرم - غزة/ هدى الدلو:

بعد جلسة عصف ذهني وتواصل مع الجهات الفاعلة والمهتمين في القطاع الزراعي، انخرطت أربع مهندسات ضمن مجموعة التوفير والتسليف في مدينة طولكرم، وحصلن على منحة لتنفيذ مشروع تربية النحل.

تقول الشابات إن مشروع "العسل الكرمي" أتاح لهن شق طريقهن في مجال الهندسة الزراعية المستدامة، وتلبية طموحاتهن بالولوج إلى سوق العمل.

وتنتمي صاحبات المشروع إلى تخصصات مختلفة، فأميرة عبد العزيز شافعي خريجه بيئة وزراعة مستدامة وطالبة ماجستير ريادة أعمال زراعية، وفداء جاموس تحمل درجة الماجستير في الأنسجة الزراعية، وسما عوض ماجستير زراعه مستدامة، ورنا جبارة اختصاصية تغذية.

تقول شافي: إن فكرة المشروع تقوم على تربية النحل في منطقة طولكرم وذلك لما تتوفر في المنطقة من حقول لأشجار الحمضيات والأشجار المثمرة باختلاف أنواعها، إضافة إلى توفر الحقول المفتوحة التي يتوفر فيها العديد من أصناف النباتات البرية الزهرية على طول السنة.

تمكنت الشابات الأربعة من توفير 31 خلية نحل منتجة، ولباسَ نحل، وباشرن بالعمل بتوزيع الأدوار فيما بينهن، وتبذل كل واحدة منهن كل ما في وسعها من أجل إنجاح المشروع بالمتابعة والاهتمام المستمر بخلايا النحل، ومتابعة العمليات الحقلية دوريًا.

و"العسل الكرمي"، حصل على دعم مجموعة التوفير والتسليف ضمن مشروع تعزيز وصول النساء للموارد بدعم وتمويل المشاريع الصغيرة التي تقودها النساء.

وتشير شافعي إلى أنهن استعَن بخبراء في مجال تربية النحل من أجل الحصول على أفضل النتائج، وبعدها ارتكزن على خبرتهن الشخصية وبعض الاستشارات والنصائح من النحالين ذوي الخبرة.

وفي العام الأول حققت الشابات نتائج وصفت بـ"المبهرة" إذ زاد عدد الخلايا إلى 50 خلية، وذلك بمتابعة عملية تطريد النحل، وتقسيم الخلايا القوية.

وتوضح أن المشروع أنتج 260 كيلو عسل، "القطفة الأولى كانت في شهر مايو الماضي وبلغ إنتاج العسل فيها ما يقارب 125 كيلو من عسل الأفوكادو والحمضيات، والقطفة الثانية في شهر 7 وكان إنتاج العسل ما يقارب 135 كيلو من عسل الرباط".

تطوير المشروع

وتشير زميلتها في المشروع فداء جاموس إلى أن تطوير المناحل حاليًا بمساهماتهن من الأرباح الإنتاجية، إذ تم شراء بقية مستلزمات المنحال كالبراويز والغذاء والعلاج وعملية استبدال الملكات لضعف أدائها.

وتذكر جاموس أن مشروعهن شارك في معرض منتجات النحل، وصنف بعد فحصه من وزارة الزراعة في مختبرات جامعة بيرزيت بأنه عسل طبيعي درجة أولى، "هذه النتيجة والمشاركة الناجحة جعلتنا نفكر ونبدأ التخطيط لتطوير المشروع بحيث لا يقتصر فقط على إنتاج العسل فقط".

وعن سبب النجاح السريع للمشروع، تبين أنهن عملن بالنصائح الاستشارية التي حصلنَ عليها خاصة الإجراءات الوقائية للتقليل من مرض "الفاروا" الذي يصيب الخلايا، بالتعامل مع براويز التخزين بغاز خاص.

ومرض "الفاروا"، عبارة عن كائنات صغيرة تعود إلى جنس الفصيلة الفاروية، وتتميز بحجمها الصغير، ولونها البني الداكن وهي تعيش بين حلقات البطن لذكور النحل أو على اليرقات، وتتغذى على النحلة نفسها. 

وتعمل هذه الكائنات إحداث ما يشبه الثقب أو الجرح في جسم النحلة لامتصاص دمائها، ويستدل على المرض، وفق جاموس، بقلة إنتاج النحلات العاملات للعسل، وظهور عذارى ويرقات النحل على شكل أكوام ميتة موجودة على مدخل الخلية، وظهور القراد بوضوح، وبالعين المجردة على حلقات النحل البطنية، وضعف عام في طائفة النحل، وانتشار نحلات مشوهة خاصةً في أول الخريف والربيع.

وتشير إلى "العسل الكرمي" فقد في الشتاء 5 خلايا بسبب مرض النحل، موضحة أنهن استطعن تجاوز المشكلة بتغيير محلول السكر إلى عجينة "الكاندي" وهو غذاء بروتيني يتكون من السكر المطحون، وعناصر بروتينية مثل الخميرة الجافة، والصويا منزوعة الدسم، وبعض الفيتامينات الهامة وأبرزها فيتامين (C)، وبعض المُنكهات التي يُقبل عليها النحل. 

منتجات جانبية

وتحدثت زميلتها "جبارة" عن أنواع العسل الذي ينتجه المشروع (الأفوكادو، والحمضيات، والعسل الجبلي أو الرباط)، مبينة أن تبلور العسل تعد خاصية طبيعية للعسل ومن دلائل جودته وتختلف سرعة ونسبته من نوع لآخر وفق عدة عوامل كنسب أنواع السكريات المكونة للعسل، ونسبة الماء الطبيعية في العسل فكلما كانت نسبة الماء في العسل قليلة كلما زاد احتمال حصول التبلور.

وتلفت إلى أن وجود حبوب اللقاح وبقايا شمع الخلية في العسل قد يؤدي إلى حدوث عملية التبلور، إضافة إلى تأثير درجة الحرارة.

وفي إطار تطويرهن للمشروع عملت الشابات الأربعة على إنتاج كريمات طبيعية من شمع العسل، وأخرى لعلاج الحروق والالتهابات الجلدية وتشقق اليدين، وترطيب الوجه، كما يعملن على تصنيع زيت للشعر استخدمن فيه العسل.

ولا تنوي الشابات التوقف عند هذا، إذ يسعين لتوسيع مجال العمل بتلقي دورات تتعلق باستخدامات الشمع والعسل، وإنتاج اليرقات والملكات، وتطمحن رباعيتهن إلى زيادة عدد الخلايا، وزيادة الدخل، وفتح قنوات بيع جديدة للمنتجات.