فلسطين أون لاين

تقرير الأسواق قبيل رمضان.. زينة جذابة وبائعون يأملون بموسم "عَوَض"

...
الأسواق قبيل رمضان.. زينة جذابة وبائعون يأملون بموسم "عَوَض"
غزة/ يحيى اليعقوبي:

على مدخل سوق الزاوية بمدينة غزة، تتراص الفوانيس بأشكال وألوان مختلفة الأحجام على بسطة الشاب محمد الكتاني، إضافة إلى حبال زينة جعل شكلها جذابًا طامعًا بأن يكون شهر رمضان موسم "عَوَض" له عن الشهور الماضية التي شهدت الأسواق ركودًا تجاريًّا.

جهّز الكتاني بسطته بكل أنواع الزينة التي يُقبل أهالي قطاع غزة على شرائها لتزيين منازلهم بها، إلا أنه تفاجأ بالعروض الترويجية التي تنشرها محال تجارية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبيع المنتجات بأسعار أقل من سعرها على البسطات، ما يهدد بحرمان أصحاب البسطات من الربح الذي كانوا ينتظرونه في الشهر الفضيل.

لم تمنع الأمطار الناس من الإقبال بحركة "جيدة" على شراء مستلزمات شهر رمضان من السوق، في حين كانت المحال التجارية بمختلف أنواعها تفتح أبوابها، وتفترش أصناف جديدة مداخلها، وتتزيّن بقدوم "الضيف العزيز" كما وصفه غالبية التجار.

تضارب أسعار

تعلو ملامحه نظرة استياء رافقت صوته كذلك، يقول الشاب الكتناني لصحيفة "فلسطين": "رمضان هو موسمنا، وأعمل في بيع الزينة منذ عشر سنوات، لكنّ الشركات الكبيرة دمرتنا، فعندما تستورد هي حبل الزينة بسعر 3 شواقل وتبيعه للناس بنفس السعر، ثم تبيعنا إياه بأربعة شواقل فهذا يدمرنا".

لم تكن المشكلة في مسألة العروض على أسعار حبال الزينة المضيئة، فالأمر ينسحب على فوانيس رمضان وكل ما له علاقة بالزينة، أمسك فانوسًا صغيرًا، وعلق بحسرة: "كنا نشتري الفانونس بحجمه الصغير بسعر الجملة بثلاثة شواقل ونبيعه بخمسة شواقل، الآن نبيعه بسبعة شواقل مزودًا بالبطاريات، وهناك أحجام أكبر كنا نبيعها بتسعة شواقل الآن يصل سعرها إلى 13 شيقلًا، بالتالي الناس لن تشتري بهذا السعر".

يراهن الشاب على الأيام الثلاثة الأخيرة التي تسبق شهر رمضان المبارك، آملًا بموسم "عوض"، فبالعادة تزداد فيها الحركة التجارية.

إضافة إلى أحبال الزينة، تنتشر في السوق محال بيع الألعاب النارية التي يلهو بها الأطفال في الفترة المسائية، كذلك منتجات الزينة القماشية والبلاستيكية الجديدة ذات الطابع الرمضاني، الخاصة بتجهيز السفرة وأماكن استقبال الضيوف، ومحال بيع الأغراض المنزلية.

يكتسي السوق بحلة مختلفة عبر عرض أغراض خاصة بشهر الصوم، وكذلك العصائر الصناعية المجهزة مسبقًا بأطعمة الفواكه مثل قرون الخروب وأوراق "الكركاديه".

وسط السوق تجذبك حبال زينة تتوهج أنوارها منبعثة من محل خليل الحلو، وهي تتدلى من أعلى سقف المحل، وتتداخل أنوارها وكأنها لون واحد يشعُّ بالألوان، أعدها لتجذب الزبائن.

بعيون يملؤها الحيرة يصف الإقبال بأنه ليس "سيئًا"، ويقول لصحيفة "فلسطين": إنّ "المواطنين يريدون شراء الزينة، ولكنهم مُتخوّفون من الأيام القادمة التي قد تختلف فيها الرواتب لأن رمضان سيوافق تقريبًا الثالث والعشرين من مارس/ آذار الجاري، وهو موعد لا تُصرف فيه الرواتب، رغم أننا كأصحاب محال أحضرنا البضائع قبل 15 يومًا، ولا زلنا ننتظر".

وطالب وزارة الاقتصاد بمراقبة الأسعار خاصة الشركات الكبيرة التي تبيع حبال الزينة بأقل من أسعارها داخل السوق فيما يعرف بـ "العروض التجارية".

استعدادات مكتملة

للأمام منه أكمل أحمد الجاروشة، وهو صاحب محل للعطارة والبهارات استعداداته لاستقبال الشهر بعرض منتجات جديدة يُقبل المواطنون على شرائها في شهر رمضان، فيمتلئ مدخل المحل بصناديق تمور بمختلف أنواعها، زيوت زيتون ومختلف أنواع المكسرات والبهارات، وفواكه مجففة.

بصوت تنبعث منه البهجة باستقبال شهر رمضان، يقول لصحيفة "فلسطين": إنّ "الحركة التجارية في رمضان تكون مختلفة عن الشهور الأخرى، فيزداد الطلب على التمور والبهارات والمسكرات والتمر الهندي والعصائر، ونعرض أصنافًا جديدة من المكسرات التي يحتاجها الناس لإعداد حلوى القطايف، وتزيد حركة البيع والشراء في الشهر".

مما يلحظه الجاروشة في رمضان، أنّ سوق الزاوية يستقبل الزبائن من جميع محافظات القطاع، فيمنح جو السوق التاريخي بحجارته الأثرية وطريقة تشييده، إضافة إلى الزينة التي تتدلى من سقف السوق ومداخل المحال التجارية ابتهاجًا باستقبال الشهر، وانتشار بسطات التمور والعصائر وحلوى القطايف التي تجعل للشهر "نكهة مميزة" في السوق.

وبنفس الشاكلة انتهى نبيل أكرم وهو صاحب محل عطارة، من شراء الأغراض وعرضها.

 تعلو ملامحه ابتسامة ممزوجة بالتفاؤل، يقول أكرم لصحيفة "فلسطين": "الأسواق تتهيأ لاستقبال رمضان، أجواء رمضان جميلة وطيبة وله ميزة خاصة، فمن الناس من يُقبلون على شراء التمور والخروب والسوس والتمر الهندي وهناك أشياء تظهر في رمضان لا توجد طول العام مثل قمر الدين، إضافة للمشمش المجفف والقُطّين والأناناس المجفف والإجاص والمانجا المجففة".

على مدار سنوات طويلة تنتعش الأسواق قبل رمضان بيومين -كما أضاف- ومتى بدأ الشهر تتقلص الحركة لأنّ الناس تلجأ إلى العبادة، ويُصاحب الأسواق ركود شامل، ويمكثون في المساجد ثم تشهد الأسواق حركة تجارية قبل صلاة المغرب بساعة.

يؤمن أكرم الذي يؤمُّ المصلين بصلاة التراويح في رمضان ويخطب بالمسجد العمري الكبير، أنّ "الرزق على الله، وأنّ البائع يجب أن يتفاءل في استقبال الشهر، وكما ورد عن النبي: شهر رمضان يزداد فيه رزق المؤمن". 

سبقت ابتسامة صوته قائلًا: " اشترينا كلَّ شيء وننتظر حضور الزبائن لشراء الأغراض".