رسالة جديدة أرسلتها المقاومة للاحتلال، على لسان نائب القائد العام لكتائب القسام مروان عيسى، عضو المكتب السياسي لحركة لحماس، بأن المقاومة تترك الميدان حاليًا للضفة الغربية، لتتصاعد المقاومة، وبالوقت نفسه وجه تهديدًا صريحًا وواضحًا لقيادة الاحتلال بأن أي تغيير في الوضع القائم بالمسجد الأقصى، سيقود نحو زلزال في المنطقة، وهي الرسالة الدائمة التي تزعمتها كتائب القسام منذ عامين، وأطلقت فيها معركة سيف القدس في مايو 2021، إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية.
الرسالة لم تخلُ من أن مراهنة الاحتلال والسلطة على مشاريع التسوية في الضفة الغربية، هو رهان خاسر، ولم يعد هناك طريق أمام مشاريع للتسوية، وهنا رسالة للاحتلال بأن السياسة التي يريدها حاليًا بأن يواصل جرائمه في الضفة الغربية، وعمليات القتل والإعدامات والمجازر، وفي الوقت نفسه يجلس مع فريق من الفلسطينيين، ويتبادل الابتسامات، واللقاءات في العقبة وشرم الشيخ، لن يطول، ولن يُسكت عليه، وأن المقاومة في غزة تعد وتجهز لذلك، ولن تترك الضفة الغربية وحدها.
رسالة عيسى بعد يومين من رسالة العاروري قائد حركة حماس في الضفة الغربية ونائب رئيس الحركة، الذي تحدث واضحًا أننا أمام أيام صعبة، وأن المواجهة والمقاومة هي السبيل لمواجهة العدوان الذي يشنه الاحتلال في الضفة وفي القدس، وقبلها ما صدر عن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، بشكل مباشر في أعقاب مجزرة نابلس، بأن الوقت ينفد أمام الاحتلال، وأن صبر المقاومة لن يطول.
هذه الرسائل إلى جانب ما صدر عن قادة الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي، يؤكد أن المقاومة قد أتمّت تجهيزاتها للذهاب لمواجهة مع الاحتلال، وأن التهديدات والتحذيرات هي محاولة أخيرة لتنبيه الاحتلال، وتحذيره من الاستمرار بعدوانه.
المقاومة لم تكتفِ بما صدر، بل كشفت عن عدد من العمليات التي نفذت في المدة الأخيرة بالضفة، وآخرها عملية معتز الخواجا، وعبد الحليم خروشه، وما صدر عن مجموعات عرين الأسود والكتائب في جنين وأريحا ورام الله، وتصاعد عمليات المقاومة التي وصلت إلى تنفيذ ما يقارب 40 عملية إطلاق نار وإلقاء زجاجات حارقة، والتصدي للاقتحامات في 24 ساعة فقط، وهو تطور غير مسبوق.
الأهم هنا، أن الاحتلال لم يقرأ جيدًا ما يحدث في الميدان، ويواصل جرائمه كما حدث في جنين، واغتيال قائدين من كتائب القسام وسرايا القدس، وبذلك لم يقرأ جيدًا التصريحات التي صدرت عن قادة المقاومة، على الرغم من أن الإعلام العبري توقف كثيرًا أمام هذه التصريحات، لكن سلوك الاحتلال ما زال يمارس العدوان والقتل، وأن استمراره في ذلك، إلى جانب تنفيذ ما أعلن عنه من اقتحامات للمسجد الأقصى، وتدنيسه في شهر رمضان، وتصعيد الاعتداءات في ما يعرف بالأعياد اليهودية منتصف رمضان، وهو تصعيد للحرب الدينية التي يشعلها الوزراء المتطرفون في حكومة الاحتلال.
كل ذلك يؤكد أن قراءة الاحتلال تفتقد للواقعية فيما يمكن أن تجري عليه الأحداث في الأيام القادمة في حالة استمرار عدوانه، وأن المتطرفين سيقودون المجتمع الصهيوني نحو حرب دينية لا طاقة لهم بها، وأن المقاومة قد هددت تهديدًا واضحًا، بالتوقف عن عدوانه، وبالتالي الذهاب لمواجهة عسكرية، تقودها غزة عسكريًا، وتشتعل فيها كل الجبهات بلا استثناء، و ستكون أضعاف ما حدث في مايو 2021، وحينها سيرى الجميع أن التهديدات هي دقيقة ومرسومة، وتمتلك المقاومة القدرة على ترجمة تهديداتها لعمل مقاوم ينال التقدير، ويؤثر في المنطقة.