فلسطين أون لاين

بعد فشل "لقاء العقبة"

اجتماع "شرم الشيخ".. استنساخ جديد لمحاولات وأد المقاومة بمباركة السلطة

...
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

استكمالًا للمساعي الرامية للقضاء على كل مظاهر المقاومة في الضفة الغربية المحتلة بمشاركة السلطة ورعاية الإدارة الأمريكية التي فشل في تحقيقها "لقاء العقبة"، كما يرى مراقبون، يأتي اجتماع "شرم الشيخ" المقرر انعقاده الأسبوع القادم بالنهج نفسه وبالأهداف ذاتها.

وأعلنت السلطة في رام الله جهوزيتها للمشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية في مصر، المقررة الأحد المقبل، بمشاركة الاحتلال ومصر والأردن، برعاية أمريكية.

وينتقد المراقبون مشاركة السلطة في هذا الاجتماع، لكونه يندرج في إطار التآمر على المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس، وتوفير الحماية للاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.

استكمال الاتفاقيات الأمنية

ويرى الكاتب والمحلل في الشأن السياسي عدنان الصباح أن قمة "شرم الشيخ" تأتي استكمالا لما جرى الاتفاق عليه في "العقبة" التي لم يلتزم الاحتلال بمخرجاتها مُطلقا، مقابل التزام السلطة بها.

واعتبر الصباح في حديث لصحيفة "فلسطين" مشاركة السلطة في "شرم الشيخ" بمثابة منح الموافقة للاحتلال بارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، والتي ارتفعت وتيرتها بعد اجتماع العقبة.

وعدّ مشاركة السلطة في اللقاءات مع الاحتلال استمرارًا لمسلسل الإهانات والتعرية التي تتعرض لها، كون الاحتلال يريد إنهاء أي شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية، مؤكدا أنه لن يستطيع أي أحد مهما بلغت قوته أن يُنهي هذه المقاومة "لأننا بتنا أمام ثورة شعبية حقيقية تجتاح الضفة والقدس وتقترب للداخل المحتل".

وأضاف أن الشعب الفلسطيني لم يعد يصدق أي أوهام من الإدارة الأمريكية وغيرها ولا يثق بالاحتلال ولا بالسلطة، خاصة أنه جرب اتفاقية أوسلو التي لم تحقق له أي إنجاز.

من ناحيته، قال مدير مركز المسار للدراسات نهاد أبو غوش: إن اجتماع "شرم الشيخ" سيبحث الشق الأمني ولن يتحدث عن أي حلول سياسية كما "العقبة".

وبيّن أبو غوش لـ"فلسطين" أن وفد السلطة ذهب لاجتماع "العقبة" في ظل خلاف فلسطيني وهو غير مسنود من قوى شعبية أو فصائلية أو مؤسسات المجتمع المدني، والآن يكرر الموقف ذاته في شرم الشيخ.

وأضاف أن مشاركة السلطة في ظل استمرار الخلاف الفلسطيني سيجعلها أكثر قابلية للخضوع للشروط التي تُملى عليها، خاصة أن الاجتماع سيختزل المشكلة الفلسطينية والصراع في موضوع الأمن ولن يناقش أي إطار سياسي أو وطني.

وتابع أنه يتم اختزال الموضوع الأمني بوجود مجموعات فلسطينية مسلحة في بعض مدن الضفة، وليس وجود الاحتلال الذي يشكل الإرهاب، معربا عن خشيته أن يتحول النقاش لجهود لحماية السلطة وليس لحماية الشعب الفلسطيني.

خطة "فنزل"

ولم يستبعد أبو غوش قبول السلطة بالخطة الأمنية التي وضعها الجنرال الأمريكي مايك فنزل، التي تقضي بمشاركتها في كبح المقاومة ومنعها مقابل حصولها على دعم مالي.

وشدد على أن الإدارة الأمريكية لم تعد مؤهلة ولا نزيهة لرعاية العملية السياسية، لافتا إلى أنها تنحاز بشكل مطلق للاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.

وأكد أن الاجتماع يلبي الأجندات الأمريكية والإسرائيلية الرامية لوأد المقاومة، منوها إلى أن الاحتلال يتعامل مع نضال الشعب الفلسطيني على أنه ظاهرة أمنية.

وأضاف أن الاحتلال لن يستطيع وقف المقاومة مهما ارتكب من جرائم، لأنها تأتي في إطار الرد الطبيعي من الشعب الفلسطيني على ممارساته العنصرية وعدوانه المتواصل.

إلى ذلك، يقول الناشط السياسي ياسين عز الدين إن اجتماع "شرم الشيخ" يأتي بعد فشل اجتماع العقبة في تهدئة الأوضاع بالضفة الغربية.

وأوضح عز الدين في منشور عبر صفحته على "فيسبوك" أن الفشل في احتواء الأوضاع بالضفة له تداعيات خطيرة جدا على الاحتلال الذي يسعى لفعل كل شيء لإجهاض الـمقاومة.

وأردف أنه مثلما تمكنت حوارة من إفشال اجتماع العقبة، ننتظر "حوارة جديدة" لإفشال اجتماع شرم الشيخ.

المصدر / فلسطين أون لاين