"أين نذهب بعد أن هدموا بيتنا؟" يتساءل رجال وأطفال عائلة أبو طير بعد أن هدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي منزلهم المنشأ حديثًا والمكون من طابق واحد، في بلدة أم طوبا الواقعة جنوب مدينة القدس المحتلة.
يبدو هؤلاء المهجَّرين قسرًا وعددهم 12 فردًا بين رجال ونساء وأطفال في حيرة ومعاناة كبيرة، وقد أصبحوا بلا مأوى بسبب سياسة الهدم التي تواصلها أذرع حكومة المستوطنين الفاشية الأمنية والعسكرية، وبمساعدة الأجهزة القضائية نفسها في (إسرائيل).
وكانت قوات الاحتلال أجبرت أفراد العائلة على الخروج إلى الشارع لهدم البيت على مرحلتين بزعم عدم الترخيص، أمس وأول من أمس، بالرغم من الأجواء الباردة المرافقة للمنخفض الجوي الماطر الذي تأثرت به فلسطين الأسبوع الحالي.
وأقرَّ الاحتلال تنفيذ عملية الهدم عشية قدوم شهر رمضان المبارك، ليضاعف بذلك معاناة العائلة التي ستقضي الشهر الفضيل بلا مأوى.
وعمليات الهدم في بلدة أم طوبا مستمرة منذ عشرات السنين وفق ما يقول مالك المنزل محمد أبو طير (42 عامًا).
ويضيف أبو طير لصحيفة "فلسطين"، أن قوات الاحتلال داهمت منزل العائلة، واعتدت علينا، وأجبرتنا على الخروج منه تحت تهديد السلاح قبل أن تباشر عدة آليات "جرافة وباقر عدد 2" عملية الهدم.
وأوضح أن أحد جنود الاحتلال سرق عبوة مليئة بزيت الزيتون من المنزل لحظة إخلائه، لكنه رفض في الوقت نفسه أن أخرج من المنزل أي نوع من الأثاث أو ملابس الأولاد.
اقرأ أيضاً: تصاعد عمليات الهدم في القدس محاولة من الاحتلال لحسم معركة المدينة المقدسة
وبدأت عائلة أبو طير إنشاء منزلها في أم طوبا مطلع عام 2021، وانتهت من تجهيزه بالكامل قبل بضعة أشهر، ليقرر الاحتلال بعد ذلك هدمه دون منح أي فرصة يمكن أن تحول دون ذلك، وفق أبو طير، وتبلغ مساحة المنزل المهدم 170 مترًا مربعًا.
وأضاف أبو طير لصحيفة "فلسطين": إن "عمليات الهدم سياسة إسرائيلية تهدف بالأساس إلى تهجير سكان القدس، وهي ضريبة الصمود على أرض هذه المدينة والتمسك بها".
ويبدو أبو طير بالرغم من الآلام التي هيمنت عليه وأفراد عائلته، صامدًا إلى حد كبير، بدلالة وقوفه ومتابعته آليات الاحتلال وهي تهدم منزله عن قرب.
وبيَّن أن ضباط الاحتلال وجنوده طلبوا منه مغادرة القدس والسفر إلى الأردن أو السعودية أو أي دولة عربية.
وتابع: إن انتهاكات الاحتلال لن تدفعه وعائلته إلى ترك القدس المدينة التي ولد في آبائنا وأجدادنا، وورثنا عنهم حب الأرض والتمسك فيها.
وقال نجله عز أبو طير: "عندما عدت من المدرسة فوجئت بفظاعة المشهد، وتساءلت حينها: أين سنعيش؟".
وأضاف: "جئت إلى هذه الدنيا وأنا أعرف أن والدي يدخر المال لبناء منزل، وعندما بناه جاءت قوات الاحتلال لتهدمه، فهذا حال أهل القدس".
وقد لجأت عائلة أبو طير إلى إنشاء خيمة كبيرة قرب منزلها المهدوم، ومكثت فيها كي تقي نفسها الأجواء الباردة إلى حين توفر سكن بديل.