فلسطين أون لاين

​صداقات الطفولة رمزٌ للوفاء فتمسك بها

...
غزة - نسمة حمتو

تُعدّ صداقات الطفولة من الصداقات الأكثر متانة على مر السنوات، فهي التي نشعر من خلالها بأننا ما زلنا على مقاعد الدراسة، وبسببها نتذكر ضحكاتنا وسعادتنا في المناسبات، وحزننا أحيانا، وسلوكنا في الحصص الدراسية، وحفاظنا على صديق الطفولة يضمن لنا، في أغلب الأحيان، وجود صديق لسنوات طويلة..

أثر قوي

الأخصائي النفسي والاجتماعي إياد الشوربجي قال إن الإنسان مع مرور الوقت وتقدمه في العمر، تزيد أعباؤه ومشاكله وهمومه ومتطلبات الحياة لديه، وهو في العادة يشعر بالحنين إلى فترة الطفولة وإلى أشخاص معينين في تلك الفترة.

وأضاف الشوربجي لـ"فلسطين" أن الصداقات التي تتكون في الطفولة تترك أثرا قويا فيما بعد، بحكم أنها كانت شاهدة على مواقف جميلة يمتد أثرها الطيب لفترات طويلة، متابعا: "من منا لا يتذكر الرحلات المدرسية والمناسبات وشراء الأطعمة المتنوعة وغير ذلك من تفاصيل طفولتنا!".

وأوضح: "من الملاحظ أن الأشخاص الذين لديهم عدد من الأصدقاء يفضلون القدامى على غيرهم، لما لهم من تأثير على النفس، فالشخص يميل للأصدقاء الأوفياء الذين ربطتهم به علاقة قوية، ودائمًا ما يسعى للالتقاء بصديقه من أيام الطفولة إذا فرقتهما الأيام".

ولفت إلى أن الأحاديث الطويلة والاستئمان على الأسرار يحصلان نتيجة للثقة الموجودة بين هؤلاء الأصدقاء، والتي بسببها يشعر الإنسان بالارتياح بشكل كبير في حديثه وبوحه بأسراره.

الصديق الحقيقي

وأكد الأخصائي الاجتماعي أنه من المهم جداً التمسك بالأصدقاء القدامى خاصة إذا كانوا محل ثقة وأوفياء، مبينا:" أحيانا تكون الصداقات مبنية على المصلحة وتنتهي بانتهاء المصلحة، فمن يجد صديقا مخلصا فعليه التمسك به".

وقال الشوربجي: "ليس العبرة بكثرة الأصدقاء من حولك فقد تمتلك الكثير من الصداقات وتجد نفسك فارغا في النهاية، الصديق الحقيقي هو من يسأل عنك وقت الشدة، وفي الأحزان قبل الأفراح، وإن غبت عنه يفتقدك، حتى أن هناك بعض الأصدقاء مهما طالت مدة غيابك تجده يفرح وبشدة عندما تتحدث، معه هؤلاء هم الأصدقاء القدامى غالبا ما يكونون نموذجا للصديق الحقيقي في وفائه لك وتمسكه بك".