تسود حالة من الحذر والقلق بين فلسطينيي الداخل المحتل إزاء الكشف عن تشكيل "مليشيات" مسلحة من المستوطنين تتبع لوزير ما يسمى "الأمن القومي" الفاشي إيتمار بن غفير.
وأكد مواطنون من الداخل المحتل، أن الهدف الإسرائيلي من وراء تشكيل "مليشيات" من المستوطنين، هو نشر الرعب وارتكاب الجرائم بحق فلسطينيي الأراضي المحتلة عامة، وأهالي مدينة اللد خاصة التي شهدت أحداثا نضالية في "هبة الكرامة".
وكشفت وسائل إعلام عبرية مؤخرًا النقاب عن تدريب وحدة جديدة من "مليشيا المستوطنين" ستتبع مباشرة للمتطرف بن غفير مركزها مدينة اللد المحتلة، استعدادًا لأي أحداث وتوترات قد تطرأ في شهر رمضان المبارك.
وأشار المواطن عبد القادر سطل (55 عامًا) من مدينة يافا المحتلة إلى معاناة أهالي مدينته من الجماعات والشركات الاستيطانية في المدينة التي تسعى ليلًا ونهارًا لشراء العقارات الفلسطينية لمصلحة المستوطنين.
ولفت سطل في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى تشكيل المستوطنين "مليشيات نواة التوراة" الذين ينتشرون في المدن الفلسطينية المحتلة بهدف التضييق على الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة.
اقرأ أيضاً: تقرير "مليشيات بن غفير" في اللد.. أهداف مُعلنة وخفية ضد الوجود الفلسطيني
وقال إنه "من المستحيل اليوم أن يشتري فلسطيني عقارًا في مدينة يافا .. بالمقابل يسمح للمستوطن شراء أي عقارات وتُقدم التسهيلات له".
ونبَّه سطل إلى أن "نواة التوراة" التي تتعمد التضييق على أهالي يافا سرًا وعلنًا، "من الممكن أن تتحول لمليشيات مسلحة في عهد بن غفير الذي ينتمي لهذه المدرسة الدينية"، واصفًا حكومة الاحتلال الحالية بـ "حكومة شر وعنصرية".
ولأجل التصدي لـ"مليشيات يهودية" في بلدة كفر قاسم في الداخل المحتل، لجأ أهالي البلدة لتشكيل لجان "حراسة شعبية" للحفاظ على ممتلكاتهم وأرواحهم، بحسب المواطن مجد صرصور من أبناء البلدة.
وذكر صرصور لصحيفة "فلسطين" أن شرطة الاحتلال لاحقت هذه اللجان المدنية واعتقلت عناصرها.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال رفضت تشكيل لجان "حراسة شعبية" في كفر قاسم بالرغم من تزايد اعتداءات المستوطنين وجرائمهم ضد أبناء البلدة، وعللت ذلك بـ"التدخل في مهامها".
وقال صرصور إن حكومة الاحتلال ترفض تشكيل الفلسطينيين لجان "حراسة شعبية" في حين تسمح للمستوطنين بتشكيل "مليشيات مسلحة" وتقوم بتدريبهم ودعمهم من أجل ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.
وفي النقب المحتل، اشتكى المواطن عاكف جمعة من جرائم "مليشيات بارائيل" لتهويد أراضي النقب.
وقال جمعة لصحيفة "فلسطين"، إن "مليشيات بارائيل" هدفها مساعدة شرطة الاحتلال في تنفيذ جرائمها، محذرًا أن كل فلسطيني في الداخل المحتل سيكون هدفًا "لمليشيات بن غفير" وغيرها من "المليشيات" السرية.
ودلل جمعة على ذلك بتزايد تحريض هذه "المليشيات" ضد أهالي النقب المحتل وأراضيهم لصالح تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة على الأراضي المحتلة.