قائمة الموقع

​الاحتلال يرتكب الجرائم بحق المقدسيين ويكيل لهم الاتهامات

2017-09-10T05:17:32+03:00

تعدى الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة حواجز غير مسبوقة عندما أراد الزج بدائرة الأوقاف الإسلامية في محاكمه وتوجيه تهمة "الإرهاب" لها، فيما يتجاهل انتهاكاته المتكررة بحق المقدسات الإسلامية وأصحابها في المدينة المحتلة، وهو ما ترفضه شخصيات مقدسية وتعدّ أن الاحتلال هو "الإرهاب" بعينه.

وإزاء ذلك، طالبت شخصيتان مقدسيتان بضرورة مواجهة انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس، بالوحدة الوطنية ودعم صمود المقدسيين على الأرض للتصدي لمشاريع الاحتلال التهويدية.

يأتي هذا بعدما حذر مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء، من زجّ الأوقاف الإسلامية بمحاكم الاحتلال، واتهامها بـ"الإرهاب".

وأبدت تلك المؤسسات، قلقها الشديد من محاولات إدخال الأوقاف الإسلامية في محاكم الاحتلال واعتبارها منظمة "إرهابية"، وهي الجهة الوحيدة الـمسؤولة والتابعة للحكومة الأردنية والتي تشرف إشرافًا كاملاً على الـمقدسات الإسلامية وأوقافها".

واستهجنت ما تقوم به شرطة الاحتلال التي تحاكم أوقاف القدس بموجب ما يسمى "قانون مكافحة الإرهاب"، بزعم أن الأوقاف منظمة "إرهابية" أو تسهل دخول "إرهابيين" إلى باب الرحمة، مكذبة كل ادعاءات الاحتلال.

تفريغ الأقصى

وفي هذا الصدد، قال الباحث في شؤون القدس د.جمال عمرو: إن كل المؤشرات تؤكد أن الاحتلال يضيِّق على القدس و الأقصى، لتفريغ محيط المسجد من الشخصيات والفعاليات التي تدعمه.

وأشار عمرو، في حديثه لـ"فلسطين"، إلى أن الاحتلال بذلك وصل إلى قلب الصراع ؛ وهي الأوقاف الإسلامية في القدس. منبهاً إلى أن أوقاف القدس تدفع الثمن غاليًا بعد أن وقعت في دائرة الاستهداف الاسرائيلي.

وتابع : "نحن أمام آخر فصل من فصول الهجوم على المسجد الأقصى".

وفيما يتعلق بمحاولة توجيه تهمة "الإرهاب" لدائرة الأوقاف في القدس، قال عمرو: إن "وجود الاحتلال فوق الأرض وتحت الشمس، مخالف لكل القوانين السماوية والأرضية، والاحتلال هو عبارة عن مجموعة عصابات ومافيا تمثل الإرهاب بكل المقاييس".

وأضاف: "لا يوجد إرهاب بعد الاحتلال؛ وفي عرف الإرهاب لا يوجد قوانين".

ويتوقع عمرو أن اليوم الذي ستحاكم فيه الشخصيات والمؤسسات المقدسية قادم في محاكم الاحتلال، حيث بدأ الاحتلال ذلك بالحركة الأوسع نطاقًا وهي الحركة الإسلامية في أراضي الـ48، واعتقال رئيسها الشيخ رائد صلاح لعدة مرات.

وتابع أن "الاحتلال أعلن أن الحركة الإسلامية خارجة عن القانون واستهدف أفرادها فأبعدهم، ورموزها سجنهم".

وأشار الباحث في شؤون القدس إلى أن الاحتلال حرض عبر الإعلام العبري على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى سعيًا لطردهم، وحاول وقف الأنشطة والمشاريع والفعاليات الشعبية الداعمة للمسجد المبارك، كذلك مصادرة الحافلات التي تحمل المتضامنين للمسجد، وسجن المرابطين وإبعادهم.

واعتبر أن كل هذه الانتهاكات تثبت أن "الأقصى المبارك واقع في دائرة الخطر".

وشدد على أن "الاحتلال مخالف للقانون الدولي، وجريمة صمتت عليها البشرية التي تشاهد حضارة إسلامية تدمَّر ويبنى مكانها فاشية نازية يهودية".

وتتسع رقعة انتهاكات الاحتلال لتطال مدينة القدس، وتتنوع ما بين عمليات الاعتقال وهدم المنازل والمنشآت، وفرض الضرائب، والإبعاد القسري، وإجبار بعض المقدسيين على هدم منازلهم بأيديهم بدعوى البناء دون ترخيص.

ردّ الاعتبار

بدوره، اعتبر أمين سر اللجنة الإسلامية العليا في القدس، جميل حمامي، أن الاحتلال يتصرف من منطق القوة ومن باب حالة الانفعال التي ما زال يعيشها بعد أن حقق المقدسيون انتصارهم في التصدي للبوابات الإلكترونية التي حاولت حكومة الاحتلال من خلالها فرض واقع جديد في محيط المسجد الأقصى.

وعلى إثر ذلك، بدأ الاحتلال بالبحث عن الأساليب والطرق التي يمكن من خلالها الانتقام من الشخصيات المقدسية الفاعلة، محاولاً بذلك ردّ الاعتبار لذاته أمام جمهوره اليميني المتطرف، كما قال حمامي لـ"فلسطين".

ولفت إلى أن ما تشهده القدس من انتهاكات متعددة وما يقع على الشخصيات المقدسية الآن من قِبل الاحتلال "انتهاكات مفهومة لدى أهل القدس".

وأضاف: "الاحتلال يبعد عن الأقصى والقدس من يشاء، وبالطريقة التي يراها مناسبة؛ بهدف زرع الخوف لدى المقدسيين لثنيهم عن الاقدام مرة أخرى على رد فعل تجاه ما يجري من انتهاكات تحت قاعدة الترهيب والتخويف لهذه الشخصيات".

وشدد على أن الاحتلال وما يمارسه من انتهاكات هو "الإرهاب"، وكل ما تعيشه المنطقة سواء في فلسطين أو في منطقة الإقليم؛ دولة الاحتلال لها ضلع فيه، وهي تمارس انتهاكاتها في الأراضي المحتلة تحت سمع وبصر العالم كله دون رادع، وتبرر لنفسها ما تفعله وتوجه تهم "الإرهاب" لمن تريده من الفلسطينيين لتنفيذ مخططاتها.

وعدَّ أن المس بالشخصيات والمؤسسات المقدسية والداعمة للمسجد الأقصى محاولات إسرائيلية؛ لفرض واقع جديد ولإشغال المواطن المقدسي وإبقائه في حالة توتر دائم.

وأكمل حمامي: "يعتقد الاحتلال أنه بهذه الانتهاكات سيحقق أهدافه، لكن يرى بعين عوراء ويفكر بعقل معوج، ولا يقرأ التاريخ جيدًا، فهو يواجه أصحاب حقوق يصرون على انتزاعها".

وشدد أمين سر اللجنة الإسلامية، على أن الاحتلال يريد أن يعتدي على مقدساتنا تحت حجة أن من يرابط في الأقصى يعتكف فيه ويشد الرحال إليه "إرهابي"، محاولاً بذلك فرض مصطلحات جديدة على المقدسيين.

وعن إمكانية مواجهة انتهاكات الاحتلال، قال حمامي، إن أول خطوة تمكن الفلسطينيين من ذلك هي الوحدة الوطنية على قاعدة الثوابت الراسخة التي لا يجوز المساومة عليها.

وأوصى بالإصرار والثبات على الحق الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني لن يخيفه القتل والاعتقال والهدم؛ لأن هذا حال الشعب الذي يريد أن يبقى حيًا يقاوم الظلم والطغيان بقناعاته.

اخبار ذات صلة