مشاهد عملية الشهيد معتز الخواجا أعادت للأذهان العمليات البطولية التي نفذها المقاومون ضد الاحتلال، في ميدان "ديزنغوف" خلال العام الماضي، وخاصة عملية رعد خازم، وضياء حمارشة، وطريقة تنفيذها بشجاعة وإقدام، وإعدام المستوطنين من النقطة صفر.
الأمر لا يرتبط بمشهد، بل معادلة جديدة تُفرض فلسطينيًا على الاحتلال، تقوم على فكرة تدفيع الاحتلال ثمن جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني، التي كان آخرها إعدام الشبان الثلاثة في قرية جبع بمدينة جنين، وبعد أيام من مجزرة مخيم جنين التي ارتقى فيها 6 شبان، بينهم الشهيد البطل عبد الفتاح خروشة، منفذ عملية حوارة من نقطة صفر، التي انتقم فيها من المستوطنين بعد مجزرة نابلس، وقد راح ضحيتها 11 مواطنًا فلسطينيًا، بينهم عناصر من مجموعات عرين الأسود.
نحن أمام مشهد فلسطيني واضح، ويسير نحو الهدف، وما يرسمه الشبان في "ديزنغوف" هو ما ستكون عليه المرحلة المقبلة، قبل شهر رمضان وفي أثنائه، وهم يمتلكون الشجاعة والإقدام، وتنفيذ عملياتهم بحرفية واقتدار من النقطة صفر، في أهم ميدان للاحتلال، وإن الرصاصات التي يطلقها الشبان لا تصل إلى رأس المستوطنين فقط، بل تُسدد لمنظومة الأمن الصهيوني، التي يبدو أنها مرتبكة ومهزوزة أمام الشبان الفلسطينيين الذين يتمتعون بمهارات عالية يتفقون فيها على جنود الاحتلال، وهز المنظومة الأمنية للاحتلال، وفقدانه الأمن الشخصي، وهز ثقة المستوطنين بمنظومتهم الأمنية.
تراكم العمل المقاوم يضرب الوعي الصهيوني، ويهشم صورته أمام الفلسطينيين، على الرغم مما يرتكبه الاحتلال من مجازر عبر التسلل للمدن الفلسطينية، والجبن في مواجهة المقاومين، واللجوء للصواريخ والطائرات دون طيار لقصفهم، ما يدلل على عدم قدرة جنود الاحتلال على خوض اشتباكات مع الشبان، التي تؤدي في الغالب لسقوط قتلى وإصابات بين جنود الاحتلال.
المعادلة الأبعد لمشاهد الشبان في ديزنغوف هي ربطها بالعمل المقاوم في حدود قطاع غزة، كما حدث في موقع ناحل عوز، وتمكن الشبان من قتل الجنود من النقطة صفر، وأظهرت جبن الجنود، وعدم قدرتهم على الصمود أمام الشبان الفلسطينيين، وهو ما حدث في عملية الأبرار التي نفذتها عناصر من كتائب القسام عام 2014، ضد موقع زيكيم قرب شواطئ شمال قطاع غزة، وفضح جنود الاحتلال، وجبنهم في مواجهة الشبان.
المعادلة بين الشباب المقاتل بشجاعة في "ديزنغوف" وناحل عوز وحوارة وزيكيم، أن إرساء هذه القواعد في طريقة إيلام الاحتلال، وتدفيعه الثمن، وإرساء قواعد الردع للاحتلال، التي أرستها المقاومة في غزة، وهي في طريقها لترسيخها في الضفة الغربية، لكنها بحاجة لمزيد من العمل المقاوم، وأن معادلة غزة والضفة والقدس، والداخل المحتل، التي أرستها معركة سيف القدس حاضرة، وتسير في سبيلها نحو توحيد الجهد المقاوم في مواجهة الاحتلال.
معادلة النقطة صفر ستمنع الاحتلال من الذهاب للمدن الفلسطينية، وتنفيذ عمليات القتل والمجازر التي يرتكبها، وهذه المعادلة كفيلة بوضع حد لجرائم الاحتلال، ونقل الرعب داخل المستوطنين، ومواقعهم العسكرية في الضفة الغربية، وعلى الطرق، وداخل المدن، وحرمانهم الأمن على المستوى الشخصي، في ظل حالة التخبط التي يعيشها الاحتلال داخليًا.
قد لا تمر ساعات أو أيام معدودة، ونرى عملية جديدة من النقطة صفر لشاب فلسطيني، ضد المستوطنين، وجنود الاحتلال، سواء في الضفة الغربية، أو ميدان ديزنغوف.