فلسطين أون لاين

توصيات بوضع استراتيجيات لإدارة "الحمأة المعالجة" في الأغراض الزراعية بغزة

...
جانب من ورشة العمل التي نظمتها وزارة الزراعة (تصوير: ياسر فتحي)
غزة/ رامي رمانة:

أوصى متحدثون بضرورة وضع إستراتيجيات لإدارة سليمة لـ"الحمأة المعالجة" في الأغراض الزراعية بغزة، مع أهمية استخدام وسائل آمنة للتخلص منها بما يحافظ على البيئة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها، وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي بغزة حول فرص الاستفادة من "الحمأة الزراعية"،  في فندق المتحف غرب مدينة غزة.

وحضر الورشة وكيل وزارة الزراعة د.أيمن اليازوري، ومسؤولون في الحكم المحلي ورؤساء بلديات، وممثلون عن سلطة المياه وجودة البيئة ومصلحة مياه بلديات الساحل إلى جانب أكاديميين.

و"الحمأة" هي الخليط العضوي الكثيف واللزج من المواد العالقة الصلبة المتبقية بعد إنهاء عملية تطهير مياه الصرف الصحي وضخها، وتعدّ "الحمأة" من النفايات التي قد تلحق الأضرار بالبيئة من ناحية، لكنها قد تتحول إلى مورد للسماد في الزراعة من ناحية أخرى.

وقال الوكيل اليازوري لصحيفة "فلسطين": "إن الورشة هدفت إلى فحص إمكانية الاستفادة من الحمأة الصلبة الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة، حيث إن كميات الحمأة الصلبة الناتجة تتجاوز 136 طنًّا يوميًا".

وبيّن اليازوري أن "الحمأة" تعد أحد الموارد الهامة لكنها تشكّل فرصة وتحديًّا في آنٍ واحد، ففي الفرصة يمكن استثمارها في القطاع الزراعي كمحسنات للتربة ورفع المحتوى العضوي، حيث إن التربة الزراعية في قطاع غزة تبلغ حوالي (180) ألف دونم، وكميات المحتوى العضوي فيها أقل من المؤشر العالمي.

وأضاف اليازوري أن التحدي يتمثل في وصول بعض مسببات الأمراض -جراء استخدام "الحمأة"- إلى التربة أو المياه أو الخزان الجوفي ما يؤثر على صحة الإنسان، مبينًا أن الحمأة تحتوي على فلزات ثقيلة، ونسبة مرتفعة من عنصر الألمونيوم الذي يعمل على إضعاف الجذور.

وذكر اليازوري أن القطاع يستورد شهريًّا قرابة 2000 طن من الأسمدة من جانب الاحتلال أكثر من ثلثيها أسمدة عضوية، وقد توفر "الحمأة" الصلبة بديلًا إذا أحسنّا استثمارها مع الأخذ بالاحتياطات.

وأكد أن وزارة الزراعة ليست معنيّة بتلويث المياه الجوفية والتربة، وأنها معنية بالتعامل مع هذه المسألة بدراسة حقيقية تقود إلى استثمار هذا المورد استثمارًا آمنًا ونافعًا.

بدوره، أوضح المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق، إنه تمّ إنشاء ثلاث محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي بغزة، تعد الأضخم في فلسطين والأكثر تقنيةً وتقدمًا.

ولفت في حديثه خلال الورشة إلى أنه حاليًا يعاد استخدام مياه الصرف الصحي في بعض المناطق المتاح لها الاستخدام الزراعي، والآن يتم العمل على إيجاد حلول للاستفادة من "الحمأة" وإعادة تدويرها للاستخدام في القطاع الزراعي.

وتناولت الورشة بعض الأوراق العلمية لبحث محاولات جعل "الحمأة" الصلبة موردًا حقيقيًا لدعم القطاع الزراعي وتحسين خصائص التربة الزراعية.

وقدّم م. بهاء الآغا ممثلًا عن وزارة الزراعة عرضًا عن ممارسات واتجاهات التخلص الآمن والاستفادة من "الحمأة"، في حين تطرّق عبد الرحيم أبو القمبز ممثلًا عن مجلس النفايات إلى مشاكل وتحديات التخلص من "الحمأة" في مكب جحر الديك.

كما قدّم م. عز الدين الشوا ممثلًا عن سلطة المياه وجودة البيئة ورقة حول "جودة الحمأة ومعايير استخدامها في قطاع غزة"، في حين عرض م. يحيى أبو عبيد من مصلحة مياه بلديات الساحل كميات وأنواع "الحمأة" في محطات المعالجة، في حين تحدث الأكاديمي عبد المجيد نصار عن إستراتيجيات إدارة "الحمأة"، في حين قدم م. حسام أبو سعدة من وزارة الزراعة تجربة الوزارة الحقليّة في الاستفادة من "الحمأة".

المصدر / فلسطين أون لاين